٢٠ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٠ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الرعاية الصحية | الثلاثاء 26 يونيو, 2018 1:18 مساءً |
مشاركة:

زيادة انتشار الأمراض الصدرية في الشرق الأوسط يشكل عبئاً على أنظمة الرعاية الصحية

عقدت بوهرنجر إنجلهايم، إحدى الشركات العالمية الرائدة في صناعة الأدوية، الدورة الرابعة من المنتدى الإقليمي لطب الأمراض الصدرية، والذي أقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة أكثر من150 أخصائي في الأمراض الصدريةفي المنطقة، لتسليط الضوء على التطورات المستمرة التي يشهدها طب الجهاز التنفسي. 

 

وخلال الحدث، أكد الخبراء أن المنطقة قد شهدت تسجيل زيادة في انتشار الأمراض الصدرية، ويعود السبب في ذلك إلى عوامل كثيرة التي تشمل التدخين والتغيرات المناخية، فضلاً عن العوامل الوراثية الأخرى. وأشار الخبراء أيضاً إلى أن مستويات انتشار التدخين والبدانة سجلت ارتفاعات مثيرة للقلق، كما أصبحت أمراض الصدر المرتبطة بهذه العوامل تشكل عبئاً كبيراً على أنظمة الرعاية الطبية والصحية.

 

من جهة أخرى، سلّط المنتدى الضوء على ممارسات التشخيص والتشخيص الخاطئ، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه السعي للوقاية من انتشار الأمراض الصدرية في المنطقة، بما في ذلك الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والتليف الرئوي مجهول السبب. وإلى جانب ذلك، فقد أكد المتخصوصون في الرعاية الصحية من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والكويت على أهمية الكشف المبكر عن أعراض هذه الأمراض والالتزام الدقيق ببروتوكولات العلاج.

 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور سراج عمر ولي عمر زيتوني، استاذ الأمراض الصدرية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة: " يمكننا تعريف مرض الانسداد الرئوي بأنه مرض مزمن يحد من تدفق الهواء في الرئة، ويعد رابع المسببات الرئيسية للوفاة حول العالم، ويتوقع أن يصبح المسبب الثالث بحلول العام 2030[1]. وتبلغ نسبة انتشار داء الانسداد الرئوي المزمن حالياً في المملكة حوالي 2.4%، فضلاً عن العديد من الحالات التي لا يتم اكتشافها نتيجة عدم تشخيصها بشكل صحيح في كثير من الأحيان. ومن الأعراض الأكثر شيوعاً لهذا المرض ضيق التنفس والسعال المزمن. وبالرغم من أنه مرض مزمن، إلا أنه من الممكن الوقاية منه، حيث يمكن للعلاج المساعدة في الحد من تطور المرض، وفقاً للنتائج التي نشرت مؤخراً حول الدراسة المسماه "DYNAGITO"، والتي استمرت لمدة 52 أسبوعاً وشملت أكثر من 7800 شخصاً مصاباً بمرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث انخفض معدل تطور المرض بعد هذه التجربة الهامة التي سلطت الضوء على الدور المركزي الذي تلعبه علاجات الانسداد الرئوي المزمن في تقليل الأعراض والحد من مخاطر تفاقم المرض في المستقبل".  

 

وفي سياق متصل، يعد الأشخاص الذين سجلت في عائلاتهم حالات الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة للإصابة به إذا كانوا من المدخنين[2]. كما أن التعرض طويل الأجل لمهيجات الرئة الأخرى، مثل الهواء الملوث والأبخرة الكيميائية والغبار في البيئة أو مكان العمل، يعتبر أيضاً أحد عوامل الخطر المسببة لمرض الانسداد الرئوي المزمن.[3]

 

لقد ازداد خطر الإصابة بأمراض الصدر مثل الانسداد الرئوي المزمن بين عامة السكان، ويعود ذلك إلى زيادة تعرضهم للعوامل البيئية والمهنية المسببة لهذا المرض. فعادةً ما يزور المدخنون الطبيب ليشكوا من مشاكل في القلب وهم لا يعرفون ما هو مرض الانسداد الرئوي المزمن. ومن المهم أن نأخذ في عين الاعتبار أن الكشف المبكر عن المرض أمرٌ مهم لكن ليس كافياً وحده، فإن نوع العلاج يعد أمراً ذا أهمية أيضاً، إلى جانب توفير التدريب اللازم للأطباء والمستشفيات لتقديم أفضل رعاية طبية ممكنة لمرضى الانسداد الرئوي المزمن.

 

بالإضافة إلى ذلك، سلّط الخبراء الضوء، خلال المنتدى، على تأثير مرض الربو في المنطقة، حيث أشاروا إلى وجود حالات لا تتم فيها إدارة المرض بالشكل المناسب، الأمر الذي يتطلب تطبيق إجراءات فورية خاصة لزيادة الوعي والمعرفة العامة بالأمراض الصدرية المزمنة بين المرضى ومقدمو الرعاية الصحية والحكومات. ويقدر عدد الأشخاص المصابين بالربو حول العالم بنحو 334 مليون شخص[4]. ولا يعد الربو مجرد مشكلةً صحية عامة بالنسبة للدول ذات الدخل المرتفع، فهو يظهر في جميع الدول بغض النظر عن مستوى التنمية. إلا أن أكثر من 80% من حالات الوفاة بسبب الربو يتم تسجيلها في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.[5]

 

وتابع الدكتور سراج عمر وليقائلاً: "لا يمكننا تحديد حجم العبء الذي يشكله انتشار مرض الربو في السعودية ونسبة اتباع المبادئ التوجيهية المعنية بإدارة الربو بالشكل الأمثل، فنحن لا نملك بيانات معتمدة حول انتشار الربو في المملكة حتى الآن. ولكن وفقاً للدراسات، فقد سجل انتشار الربو بين أطفال المدارس في السعودية نسبة ما بين 8 % وحتى 25%[6]ولتشخيص الربو، علينا التأكد من ظهور عرضٍ واحد أو أكثر من الأعراض التنفسية، بالإضافة إلى تفاقم هذه الأعراض ليلاً بسبب العدوى الفيروسية والتمارين الرياضية ومسببات الحساسية، فضلاً عن تغير الطقس أو استنشاق الدخان.[7]  

 

وأضاف الدكتور سراج عمر ولي: "يمكن للربو أن يسبب عبئاً كبيراً على حياة المرضى وعائلاتهم جسدياً واجتماعياً ومهنياً. ووفقاً للدراسة الدولية لأمراض الربو والحساسية في الطفولة والمسح الذي أجرته الجمعية الأوروبية لصحة الجهاز التنفسي، تم تسجيل زيادة في انتشار مرض الربو بشكل عام. وعلى الرغم من أن النسب الأكبر لانتشار المرض سُجلت في البلدان النامية، فقد أظهرت الأدلة خلال السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في انتشار الربو في هذه البلدان جاء نتيجة التوسع الحضري".[8] 

 

وعلى هامش المنتدى أيضاً، ناقش الأطباء الانتشار المتزايد لمرض التليف الرئوي مجهول السبب في المنطقة، الذي يعد مرضاً مزمناً ونادراً يسبب انخفاضاً تدريجياً في وظائف الرئة.

 

وفي إطار تعليقه على مرض التليف الرئوي مجهول السبب، قال الدكتور سراج عمر ولي: "تظهر ببطئ على رئتي مرضى التليف الرئوي مجهول السبب ومع مرور الوقت أنسجة ندبية تسمى التليف. وهذا يؤدي إلى تصلب الرئتين وفقدان مرونتها، وبالتالي تفقد القدرة على استيعاب الأكسجين اللازم.  و ترجع وفاة معظم المرضى نتيجة للمضاعفات التي قد تصيبهم مثل قصور عضلة القلب[9]. وفي كثير من الأحيان يعد التليف الرئوي مجهول السبب أسوأ من عدة أنواع من السرطانات، حيث لا يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات فيه أكثر من 20% إلى 40%.[10]وتتشابه أعراض التليف الرئوي مجهول السبب مع أعراض بقية أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل الانسداد الرئوي المزمن والربو، وتشمل ضيق التنفس والسعال المزمن، وغالباً ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ لدى معظم المرضى. وقد يتطلب تشخيص هذا المرض إجراء مجموعة من الاختبارات لمعرفة الأعراض، والتي يمكن أن تستغرق ما بين عام إلى عامين. وسجل معدل انتشار التليف الرئوي مجهول السبب نسبة 0,002% بين سكان المملكة العربية السعودية. وبالإضافة إلى ذلك، يبقى التشخيص المبكر للمرض وعلاجه من الحاجات الأساسية التي لا زلنا بحاجة للتركيز عليها وتطويرها، لأن سرعة الاستجابة في هذه الحالات يمكن أن تُحدث فرقاً في حياة المرضى.[11]ولحسن الحظ يتوافر حالياً أدوية فعالة، تساعد في إدارة المرض والحد من تطوره". 

 

ومن جانبها، قالت الدكتورة داليا محمود عمرو، المدير الطبى الاقليمى لمنطقة  الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في بوهرنجر إنجلهايم: "لقد شهدنا هذا العام دورة أخرى ناجحة من منتدى بوهرنجر إنجلهايم الإقليمي لطب الأمراض الصدرية، الذي يهدف إلى معالجة المشاكل الصحية المستمرة والمتعلقة بأمراض الصدر. يوفر هذا المنتدى منصة للخبراء من جميع أنحاء المنطقة لتبادل المعرفة واستكشاف نهج شامل لعلاج أمراض مثل الانسداد الرئوي المزمن والربو والتليف الرئوي مجهول السبب" وأكدت الدكتورة داليا على مفهوم البحث والتطوير الذي تنتهجه شركة بوهرنجر إنجلهايم باعتباره أساس نجاح الشركة والمحرك الرئيسي للابتكار، الذي يسهم في تحسين حياة المرضى وتلبية الاحتياجات العلاجية بشكل متسق مع المبادرات الصحية وأنظمة الرعاية الصحية المحلية".

 

جدير بالذكر أن المنتدى استمر على مدار يومين، لمناقشة أحدث الابتكارات الطبية والعلمية المتصلة بعلاج وإدارة أمراض الصدر في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. كما اتفق الأطباء على الحاجة الملحة لرفع مستوى الوعي بين المرضى وأهمية طلب الاستشارات الطبية فيما يتعلق بأمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى ضمان توفير التشخيص الأمثل وتقديم التوصيات حول الطريقة الصحيحة لإدارة أعباء هذه الأمراض.

 

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة