٢٦ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٦ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | الثلاثاء 27 نوفمبر, 2018 3:42 صباحاً |
مشاركة:

"الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة" و"أميركية الشارقة" تحولان أحد مواقع تراث الإمارات إلى واقع افتراضي تفاعلي

ضمن جهوده الرامية إلى إدراج ثمانية مواقع تمثل التراث الثقافي الإماراتي على لائحة التراث العالمي في منظمة اليونيسكو، نجح المكتب الإداري لملف "الشارقة:بوابة الإمارات المتصالحة"، في تصوير جغرافيا وطبيعة وادي الحلو بتقنية الواقع الافتراضي، بهدف تعريف الجيل الناشئ بأهمية هذا الموقع التاريخي، ودور الوادي وبقية المواقع المرشحة في تشكيل تاريخ المنطقة.

 

جاء ذلك من خلال تعاون هو الأول من نوعه في مجال إحياء وترميم المواقع التراثية بالشارقة بين "الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة" والجامعة الأمريكية في الشارقة، حيث نفذ مشروع الواقع الافتراضي كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة، وبإشراف الدكتور فاركي بالاثوكيرل، عميد كلية العمارة، والبروفيسور زلاتان فيليبوفتش، أستاذ مشاركورئيس قسم الفن والتصميم في الكلية. 

 

وتتضمن قائمة المناطق المرشحة ضمن ملف "الشارقة:بوابة الإمارات المتصالحة"، القرية التاريخية في وادي الحلو، ومدينة الشارقة التاريخية (قلب الشارقة)، وحصن الشارقة، ومحطة الشارقة الجوية (متحف المحطة)، ومعسكر المرقاب، وواحة وحصن الذيد، وقلاع فلي، والموقع الأثري في خورفكان. وتتوزع المناطق المرشحة على امتداد إمارة الشارقة، إذ يقع أربعة منها داخل مدينة الشارقة، واثنان في المنطقة الوسطى، واثنان آخران على الساحل الشرقي للإمارة.

 

ويأتي مشروع التصوير الافتراضي لوادي الحلو، تقديراً للدور الذي لعبه الوادي في تاريخ الإمارة، إذ يُعد موقعاً تراثياً ثقافياً هاماً في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتميز وادي الحلو بوفرة المياه وطبيعته الجغرافية المحاط بالجبال التي مكنته أن يكون طريقاً آمناً استخدمته قديماً القوافل المسافرة. وتحمي الوادي سلسلة من أبراج المراقبة الموجودة على جانبي مدخله، الأمر الذي عزز من استقرار وانتشار الأمن في قريته التاريخية، وبالتالي أتاح للأفراد القيام بنشاطاتهم الاقتصادية من زراعة وتصدير إلى المناطق الساحلية.   

 

وقالت خلود الهولي، مدير المكتب الإداري  "الشارقة: بوابة الإمارات المتصالحة": إن تعاون المكتب الإداري مع أميركية الشارقة لتطوير عمليات تعريف المجتمع المحلي بالتراث الثقافي المرتبط بالمواقع المرشحة لليونسكو ينطوي على أهمية عميقة بالنسبة لكافة أطياف المجتمع وعلى كافة المستويات التراثية والثقافية والاجتماعية. وهذا هو جزء من استراتيجية مكتبنا لإعادة إحياء قصة وتراث المواقع الثمانية وخلق حالة من التواصل بين الجيل الحالي والتراث الإماراتي الأصيل عبر استخدام أساليب عصرية وتكنولوجية حديثة مثل تقنية العالم الافتراضي التي تلقى استحساناً وتجذب كافة الأعمار والطبقات المجتمعية". 

 

وأوضحت الهولي : "التعاون مع المؤسسات المحلية وإشراكها في مشروع الترشيح هو جزء من رؤية المكتب الإداري الجوهرية الرامية في واحدة من محاورها إلى دمج المؤسسات وأفراد المجتمع المحلي في مشروع ترشيح الشارقة لقائمة التراث العالمي الذي يُعتبر فخر لكل إماراتي"، مشيرةً إلى أن "العمل مع مؤسسة تعليمية وأكاديمية مرموقة مثل الجامعة الأمريكية في الشارقة هو تتويج لهذه الرؤية الاستراتيجية التي نسعى إلى تواصلها في المستقبل عبر التعاون مع مؤسسات محلية إماراتية أخرى".

 

 وأضافت الهولي: " نشكر المجهود الكبير الذي قدمه فريق عمل كلية التصميم والعمارة في الجامعة الأميركية بالشارقة، إذ رحب الفريق بفكرة التعاون فيما بيننا وقدم دعماً كبيراً لإنجاحه.  ولم يدّخر أي فرد من فريق الجامعة جهداً لإتمام هذا المشروع في وقت قياسي".

 

وتابعت:إن نجاح هكذا تعاون في الدمج بين خبرات المؤسستين هو تجربة فريدة ومبتكرة لدمج تكنولوجيا العصر الحديث بتراث الماضي، وهو أمر سيساعدنا في الوصول إلى كافة فئات الجمهور، خصوصاً الشباب، إذ أصبحت التكنولوجيا مصدرهم الأول للمعرفة".

 

وتتطلع كلية العمارة والفنون والمكتب الإداري لملف الترشيح حالياً إلى توسيع نطاق التعاون فيما بينهما لتطبيق فكرة الواقع الافتراضي لشرح قصة ملف "الشارقة:بوابة الإمارات المتصالحة"، وتوضيح أهمية المواقع المرشحة لليونسكو على مستوى الإمارات والعالم، وسبب اختيار هذه المواقع لتمثيل فترة تطور متسارع شهدتها المنطقة. 

 

ومن جهته قال الدكتور بالاثوكيرل: "إنه لفخر لنا أن نعمل على مشروع يشرح تاريخ الشارقة الغني ويحي تراثها وتراث الإمارات. لقد حاولنا من خلال هذا المشروع أن نبرز حكاية الماضي بطريقة تكنولوجية حديثة، ونأمل أن نكمل عملنا على المشروع ليشمل جميع المناطق  الثمانية المرشحة في الملف".

 

ويضم فريق العمل على المشروع بالإضافة إلى فريق عمل أميركية الشارقة، فريق من  جامعة برلين للفنون في المانيا بإدارة الباحث والمصمم بابلو دورنهيغ من جامعة برلين للفنون، وفيليكس إتش بيك من جامعة نيويورك في أبوظبي، إلى جانب فريق من مختبرات تقنيات السرد والمنشآت المكانية في جامعات نيويورك.

 

وقال زلاتان فيليبوفتش: "هدفنا هو بث الحياة في حكايات هذا الوادي التاريخية من خلال استخدام تكنولوجيا العالم الافتراضي. كانت فرصة مميزة لنا لنظهر كيف يمكن أن تستخدم التكنولوجيا الحديثة في فن رواية القصة قديماً وحديثاً، الأمر الذي سيعزز فهمنا للعالم في الماضي والحاضر. وأتشرف بمشاركتي في هذا العمل الذي يسعى لتحقيق هدف ثقافي يخدم المجتمع والشارقة والإمارات بأكملها". 

 

ويستطيع الجمهور اختبار القصة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي من خلال ما يشبه السينما التفاعلية التي تهدف إلى نقل الجمهور من مجرد مشاهدين إلى مشاركين فعليين في القصة، فيقف الجمهور في وسط محطة تحيط بهم شاشات عرض تعرض مقاطع للفيديو تم تسجيلها مسبقاً، مما يتيح للأفراد الخوض في تجربة السير داخل المناطق  الطبيعية في وادي الحلو، في حين تسمح لهم واجهة الشاشات وعبر الضغط على زر خاص التركيز على مواقع معينة وتكبيرها. 

 

ويستخدم مشروع العالم الافتراضي لتصوير مواقع ملف "الشارقة:بوابة الإمارات المتصالحة" أحدث التقنيات مثل المسح الفوتوغرافي، وتقنية الوسائط الفائقة والتصاميم التي تركز على المستخدم لوضع طرائق جديدة للتفاعل مع قصص وادي الحلو التاريخية. 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة