٢٠ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٠ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | الخميس 25 يونيو, 2015 1:38 مساءً |
مشاركة:

بحث تعليمي دولي يؤكد أن اختيار المدرسة وأداء المعلم وعدد الطلاب في الفصل الواحد هي مدخلات لتحقيق الفعالية التعليمية في الشرق الأوسط

نشرت "بيرسون"، عملاق قطاع التعليم دولياً، اليوم تقريرين جديدين للبروفيسور الدولي الخبير في قطاع التعليم "جون هاتي" والذي يناقش بعض سياسات الإصلاح الرئيسية في قطاع التعليم التي تتبعها الحكومات في السنوات العشرين الماضية. 

 

ويستهدف بحث "هاتي" مساعدة صانعي السياسات التعليمية في جميع أنحاء العالم العربي والحكومات في المنطقة الراغبين في إصلاح نظم التعليم بهدف تحسين أداء الطلاب.

 

وقال كريم داوود، المدير التنفيذي لـ"بيرسون" في المنطقة: "تضخ الحكومات في دول الخليج والشرق الأوسط مليارات الدولارات في تحديث أنظمتها التعليمية بهدف إعداد متعلمين مؤهلين لمواكبة تغيرات القرن الواحد والعشرين. ويقدم هذا البحث الجديد الذي ينشره "برنامج الأفكار المفتوحة من بيرسون" لصناع القرار المشورة حول ما هو صحيح في قطاع التعليم وما هو ليس كذلك، مما يسهم في جعل الاستثمار في قطاع التعليم أكثر فاعلية في جميع أنحاء المنطقة".

 

وطرح "هاتي" في البحث أسئلة وسياسات تتبعها الحكومات في المنطقة بشكل واسع مثل اختيار المدرسة وأداء المعلم وعدد الطلاب في الفصل الواحد، والتي وصفها جميعها بأنها أقل أهمية من تنوع مخرجات التعليم وفاعلية أداء المعلم في المدرسة الواحدة. 

 

وحمل التقرير الأول عنوان "ما الذي لا يصلح في قطاع التعليم"، والذي تضمن عدداً من العوامل الشائعة التي تؤدي إلى الابتعاد عن طرق تحقيق الفاعلية في التعليم. ومن هذه العوامل هي "إطالة اليوم المدرسي" والتي وجد أنه ليس لها تأثير يذكر ولا توجد صلة إيجابية بين الوقت التعليمي والتحصيل العلمي للطلاب، و"الدفع المالي بحسب مدة أداء المعلم" أي تعويض المعلمين على أساس أدائهم وحده والتي ثبت أنه يرفع من مستويات التوتر فقط ويقلل من الحماس، وأفضل حل هو زيادة الأجور بزيادة الخبرة أو مساعدة الزملاء المعلمين على تحسين مهاراتهم.

 

ومن جملة العوامل الأخرى التي تضمنها هذا التقرير هي "الحصص الدراسية بعدد أقل من الطلاب" والتي أظهر أنها لا تؤثر على نهج تدريسهم وهي بخلاف ما هو معروف لا تحمل الكثير من التغيير على مخرجات التعليم، و"اعتبار التكنولوجيا بأنها سلاح سحري" حيث يتم استخدامها حالياً كطريقة أخرى لجعل الطالب يستهلك المزيد من المعلومات والحقائق، عوضاً عن الطريقة الصحيحة في تسخيرها لدعم المعلم ورفع أدائه و"اختيار المدرسة" والتي تحظى بالإهتمام الأكبر، حيث ينظر التقرير إلى أن اختيار الفصل الدراسي الذي يوضع فيه الطالب أكثر أهمية من اختيار المدرسة بعينها، وأخيراً "البرامج التعليمية للمدرسين التي تسبق ممارسة المهنة" وهي ما أظهرت التأثير الأقل على رفع نتائج المتعلمين، والأجدر القيام بتدريب للمعلم في أول سنة يقوم فيها بالتدريس بدوام كامل والتي يخضع فيها لأكبر مرحلة من تعليمه. 

 

ويهدف البروفيسور "هاتي"، خبير التعليم في جامعة "ملبورن" الذي كرس حياته لفتح "الصندوق الاسود" للتعليم، إلى تغيير سياسات صناع القرار في جميع أنحاء العالم وحثهم إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم لتحسين نتائج التعليم. 

 

ويؤكد "هاتي" أنه من الضروري تقديم على الأقل سنة واحدة من التعليم المثالي للطلاب لضمان خروجهم بعام واحد من المعطيات الجيدة، وذلك بغض النظر عن مستوى التحصيل الدراسي الذي يبدؤون به. وقال بأن اختلاف مستوى المعلمين في المدرسة الواحدة هو الأهم من ذلك، وتباين فاعليتهم هي مشكلة يجب معالجتها. 

 

واعتماداً على بحث حول "التعليم المرئي"، الذي يتناول التأثير النسبي للتدخلات المختلفة على تعلم الطلبة، فإن معظم السياسات التي يتم اتباعها بعيدة عن الغرض الحقيقي ولا تحدث تأثيراً ملموساً. 

 

ويضيف "هاتي": "إن هذه السياسات الاصلاحية في قطاع التعليم لا تحدث تأثيراً واقعياً على الرغم من أنها تكلف مليارات الدولارات. والأدلة تشير بأن اتباع استراتيجية تطوير ثقافة "الخبرات التعاونية" في مدارسنا والأنظمة تحمل تأثيراً أكبر". 

 

أما التقرير الثاني فكان بعنوان "ما الذي يصلح في قطاع التعليم: ثقافة تعاون الخبرات" والتي استعرضت مجموعة من العوامل المصممة للحد من مشكلة تباين مستوى المعلمين داخل المدرسة الواحدة من خلال السعي إلى رفع مستوى الخبرة والمعلمين. وتشمل هذه المهام "عمل المعلمين مع بعضهم لتطوير لغة مشتركة حول معايير نجاح الطالب في مرحلة الدراسة لمدة سنة" و"جعل العملية التعليمية أكثر خصوصية للطالب من خلال استخدام مدخلات وأدوات وتقييمات مناسبة" و"عمل مدراء المدارس مع المدرسين لتقييم تأثيرهم المستمر على أداء الطلبة".

 

وتم نشر التقريرين كجزء من "برنامج الأفكار المفتوحة من بيرسون" والتي يقدم فيها خبراء مستقلين من مختلف أنحاء العالم وجهات نظرهم على الأسئلة الغير مجاب عليها في مجال التعليم.

 

وقال البروفيسور "هاتي": "على الرغم من نوايا تحسين قطاع التعليم، ولكنه أصبح محفوفاً بسياسات غير مؤثرة حقاً. ومن الضروري معرفة أن كل سنة من تدريب الطالب سينتج عنها سنة واحدة من النتائج".

 

من جهته، قال البروفيسور "السير مايكل باربر"، رئيس مستشاري التعليم في "بيرسون": "تعمل "بيرسون" مع أفضل العقول في مجال التعليم لطرح أفكارهم ووجهات نظرهم المختلفة والمستقلة. ويمكن لهذه البحوث في بعض الأحيان أن تكون  محفزة، وهي بالتأكيد دائماً مثيرة للاهتمام. والتقارير التي كتبها "جون هاتي" هي مثال رائع تسعى إلى طرح الأسئلة الصحيحة والبدء بالمناقشات الصحيحة".

 

وأضاف: "استخدم "جون" أدلة قام بجمعها على مدى حياته المهنية الواسعة، وأنتج منها توليفة محفزة للسياسات التعليمية الأكثر انتشاراً في العالم وتأثيرها النسبي على التعلم". 

 

وقال: "ستشكل هذه البحوث، والتي تمثل نموذج "جون" المقترح لاعتماد الخبرات التعاونية، تحدياُ على العديد من السياسات التعليمية، ونأمل أن تساعد هذه السياسات في تحقيق أفضل النتائج الممكنة للطلاب".

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة