١٩ مايو ٢٠٢٤هـ - ١٩ مايو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الأحد 17 فبراير, 2019 8:41 صباحاً |
مشاركة:

مؤتمر الدفاع الدولي 2019 يختتم أعماله في أبوظبي

 اختتمت في فندق قصر الامارات بالعاصمة أبوظبي أعمال مؤتمر الدفاع الدولي 2019 التي أقيمت تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ونظمته شركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) بالتعاون مع القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة ما بين 14-16 فبراير. 

وشهد اليوم الختامي للمؤتمر حضور كل من معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، ومعالي محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، ومعالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي "أيدكس" و"نافدكس" 2019، والفريق ستيفن م. شبرو، نائب رئيس اللجنة العسكرية للناتو في بروكسل، والدكتور محمد مالكي عثمان، وزير الدولة في وزارة الدفاع في جمهورية سنغافورة، وسعادة اللواء الركن طيار اسحاق صالح البلوشي، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرضين إلى جانب نخبة من المسؤولين الحكوميين والعسكريين رفيعي المستوى المتخصصين في قطاع الصناعات الدفاعية والعسكرية من مختلف دول العالم.

واستهل اليوم الختامي بكلمة رئيسية لمعالي محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع ، رحب فيها بالضيوف على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة المنفتحة على جميع دول وشعوب العالم، انطلاقاً من إيمان قيادتها بأهمية التعايش السلمي وقيم التسامح والمحبة والسلام في سبيل عمارة الأرض وبناء الحضارة الإنسانية في أبهى صورها، مشيراً إلى اللقاء التاريخي الذي استضافته الدولة مؤخراً  بين رموز العالم المسيحي والإسلامي في العصر الحديث، متمثلاً في بابا الفاتيكان، والإمام الأكبر شيخ الأزهر وتوقيعهما لأهم وثيقة تآخ وتسامح وتعايش سلمي بين المسلمين والمسيحين.

وأشار معاليه إلى المكانة المتقدمة التي تتبوأها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة العالمية من خلال استضافة أهم اللقاءات والمعارض العالمية على مدى أكثر من ربع قرن، وآخرها كانت القمة العالمية للحكومات في دبي الأسبوع الماضي والتي رسمت خط البداية لتشكيل حكومات المستقبل.

وأكد على أن انعقاد مؤتمر الدفاع الدولي بحلته الجديدة هذا العام يأتي انطلاقا من تجربة دولة الإمارات التنموية والعلمية الرائدة ووفق رؤيتها العالمية في مستقبل آمن ومزدهر للمجتمع الدولي، وهي تدعو إلى توحيد المفاهيم والرؤى الاستراتيجية في ظل الثورة الصناعية الرابعة المنبثقة أساساً من تطور التكنولوجيا المعلوماتية والرقمية، والتي أدت بدورها إلى ظهور طفرات تكنولوجية وعلمية غير مسبوقة في كافة المجالات، بما في ذلك بروز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطور الصناعات الدفاعية والأمنية وإنتاج أسلحة الجيل الخامس، بالإضافة إلى تطوير مفاهيم اقتصاد قائم على المعرفة.

وأوضح معاليه أهمية هذا المؤتمر الهادف إلى توفير منصة عالمية تجمع المسؤولين وأصحاب القرار إلى جانب أصحاب العقول المبتكرة في المجالات العلمية والاقتصادية والصناعات الدفاعية  للتباحث حول المواضيع التكنولوجية والعلمية الحديثة، إلى جانب استعراض تجربة الامارات الرائدة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، مشيراً إلى أن غاية هذا المؤتمر تكمن في المساهمة في توحيد الجهود الدولية في وقت يواجه فيه العالم تعقيدات أمنية متعاظمة وتحديات دفاعية متنوعة سواء في الساحة الدولية أو على المستويات الإقليمية والمحلية.

ودعا معاليه إلى ضرورة العمل الجماعي من أجل بناء مستقبل مشترك عنوانه تعزيز الأمن والازدهار من خلال القدرة على الابتكار، مشيراً إلى أن العلم والمعرفة أصبحتا رأس المال الفكري والمؤثر الأكبر في حياة المجتمعات والمحدد الرئيسي للنمو الاقتصادي والإنتاج والقيمة الحقيقية للاقتصاد العالمي.

وشدد معاليه على أهمية الاستناد على المعرفة والابتكار في إدارة الاقتصاد وتحديد أنواع المنتجات واستخداماتها وكمياتها بغرض تصويب الإنتاج وترشيد الانفاق بالإضافة إلى حماية البيئة ولتصبح بذلك المعرفة والابتكار عنوان التنمية المستدامة.

وتطرق معاليه إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة وتطور الأسلحة الالكترونية والروبوتية القائمة على الذكاء الاصطناعي وما ظهر معها من حروب الجيل الخامس، وحروب إلكترونية ومعلوماتية وسيبرانية وهجينة.

وأكد معاليه على أن عجلة التطور تنبئنا بأن المنتصر في حروب المستقبل من يمتلك الأسلحة الذكية التي تتميز بالسرعة الفائقة والدقة المتناهية، ولديه قدرات دفاعية وهجومية متطورة، ومقاتليه جنود الكترونيون ومنصاته القتالية عربات مأهولة تعمل ذاتياً وتحمل ذخائر فتاكة، وليس المنتصر بالضرورة من يملك قوات وأسلحة تقليدية أكثر عدداً وأكبر حجما.

وأوصى معاليه في ختام كلمته بوجوب العمل الجماعي على جعل أسلحة المستقبل المتطورة أدوات لحفظ السلام، وقدرات لردع المارقين الذين يسعون للهيمنة، ويهددون أمن وتطور البشرية، ويقفون عثرة أمام تعاونها وتقدمها وازدهارها.

من جانبه، بدأ معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة في دولة الامارات العربية المتحدة، كلمته بالترحيب بالمشاركين في المؤتمر والضيوف القادمين من مختلف دول العالم في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وتحدث معاليه حول أهمية وجود الشركات الصغيرة والمتوسطة في دعم اقتصادات دول العالم، مبيناً أن هذه الشركات تمثل ما نسبته 95 بالمئة من الشركات الموجودة في دولة الامارت، و تشكل ما يقارب 86 بالمئة من القطاع الخاص وتساهم بنسبة 60 بالمئة من اجمالي الدخل القومي للدولة، مشيراً إلى أن دولة الامارات تمتلك تشريعات وقوانين محفزة تتميز بسهولة ممارسة الأعمال فيها، اذ تم تصنيفها في المرتبة 11 عالمياً وفقاً للمؤشر العالمي الخاص بسهولة ممارسة الأعمال.

وتطرق معاليه إلى أهمية ايجاد نظام متكامل يحتضن الشركات الصغيرة والمتوسطة لتسلك طريقها نحو التقدم والإزدهار، مشدداً على أهمية تشجيع المؤسسات المالية والبنوك في الدولة على تسهيل اتفاقيات اقراض هذه الشركات، داعياً في الوقت ذاته المجتمعين اليوم من الخبراء العالميين والمتخصصين لنقل المعارف وتبادل أفضل الممارسات العالمية في هذا الإطار الذي من شأنه يدعم ويطور هذه الشركات المتخصصة في مختلف القطاعات وخاصة الدفاعية والأمنية منها.

وأشار معاليه إلى أهمية التركيز على الذكاء الاصطناعي والعمل مع الأكاديميين المتخصصين لإعداد رواد الأعمال في المستقبل، مشيراً إلى أهمية زرع التحدي لدى الجيل المقبل للبدء بأعمالهم الخاصة بدلاً من انتظار الوظائف التي ستوفرها الحكومة، مختتماً حديثه بإن الاستراتيجية الصناعية في دولة الامارات لهذا العام ستركز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

بدورها، تحدثت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار في ظل الثورة الصناعية الرابعة، مشيرةً إلى أن دولة الامارات العربية المتحدة خطت خطوات متقدمة في هذا الإطار خصوصاً في مجال إدارة المواهب البشرية، ومهدت الطريق لجذب وتنمية الأفراد ورأس المال البشري في مجال الابتكار وغيرها من المجالات، مضيفة ً أن الاستثمار في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار يعد بمثابة محرك رئيس للنمو المستدام ولتحقيق اقتصاد قائم على المعرفة.

وعقدت على هامش أعمال المؤتمر ثلاث جلسات حوارية ، حملت الجلسة الأولى عنوان " مستقبل الاقتصاد في ظل الثورة الصناعية الرابعة – ما هو اقتصاد الثورة الرابعة"، أدارها مهند الخطيب، مقدم برامج في قناة سكاي نيوز عربية ، وشارك فيها كل من ديفيد جونستون، المستشار الخاص بالصناعات الدفاعية لدى الحكومة الأسترالية، و ميشو كاكو، أستاذ في الفيزياء النظرية والمستقبليات كلية المدينة في جامعة مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب د. فيصل عيان، نائب رئيس أكاديمة ربدان، ودكتور أندرو جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة بيجاسوس.

أكد المشاركون في الجلسة النقاشية على أهمية الاستثمار في التعليم لضمان تحقيق التنمية المستدامة وتوفير المزيد من فرص العمل في المستقبل، كما شدد المشاركون أيضاً على ضرورة الاستثمار في التقنيات التكنولوجية المتقدمة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، وتطوير برامج الجامعات بما يواكب الصورة الصناعية الرابعة لإعداد جيل مستقبل قادر مواجهة هذه التحديات.

في حين تناولت الجلسة الثانية " الأمن والاستقرار: مهام الجيل القادم للتعامل والتعايش، أدارها تيت نوركين، مؤسس ومدير تنفيذي لمجموعة "أو تي أتش" للاستخبارات، شارك فيها كل من  الفريق ستيفن م. شبرو، نائب رئيس اللجنة العسكرية للناتو في بروكسل ، و الدكتور محمد مالكي عثمان، وزير الدولة في وزارة الدفاع في جمهورية سنغافورة ، والفريق أول جوزيف فوتل ، قائد القيادة المركزية الأمريكية.

وتطرق المتحدثون فيها إلى أهمية رفع التنسيق والتعاون المشترك وبناء جسور الثقة لتعزيز الأمن والاستقرار العالميين، وضرورة التخطيط وإيجاد الحلول لمواجهة المخاطر والتهديدات والتغييرات التي قد تواجه مسيرة التنمية العالمية.

أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان" فهم عصر الحرب المعرفية – جندي المستقبل – مستقبل سرد  المعلومات من خلال الذكاء، أداراها الدكتور محمد حمد الكويتي، مستشار تنفيذي في المجلس الأعلى للأمن الوطني ، بمشاركة كل من إيمانويل شيفا، مدير وكالة الابتكار في وزارة الدفاع الفرنسية،  وهيرفيه غيلو، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة " نيفل جروب" في فرنسا ، إلى جانب الدكتور جوسي إل فلوريز، المدير العالمي للتحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي في شركة إندرا في فرنسا، ومايكل جوهانسون، نائب الرئيس التنفيذي شركة " ساب" في السويد.

وركزت الجلسة الحوارية على وجوب فهم عصر المعرفة من حيث جمع البيانات والتحليل ورأي المال البشري لمواكبة أحدث المتغيرات المتسارعة في العالم والحفاظ على قدرتها على المنافسة والبقاء على الخارطة العالمية في ظل الثورة التي يشهدها عصر تكنولوجيا المعلومات.

والجدير بالذكر أن معرضي الدفاع الدولي (أيدكس 2019) والدفاع البحري (نافدكس 2019) سيقامان تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة خلال الفترة من 17 حتى 21 فبراير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة