١٩ مايو ٢٠٢٤هـ - ١٩ مايو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الخميس 2 فبراير, 2017 7:07 صباحاً |
مشاركة:

أربع شركات كبرى في الخليج تؤكد على أهمية السياسات المرنة والتوعية كركيزة أساسية لتعزيز التنوع في مكان العمل

أظهر تقرير أعدّته "مبادرة بيرل"، المبادرة الرائدة لتمكين المرأة في منطقة الخليج، أن تغيير النظرة تجاه تولي المرأة للأدوار القيادية، وجذب الكفاءات النسائية المحلية والاحتفاظ بها، والتصدي للتحديات العملية من حيث الخدمات اللوجستية والبنية التحتية، لا تزال تشكل تحديات رئيسية بالنسبة لأرباب العمل في بلدان الخليج.

 

ويركز التقرير، الذي حمل عنوان "المسيرة المهنية للمرأة في منطقة الخليج: أربع دراسات حالة للممارسات الجيدة"، على جوانب مختلفة من عمل المرأة من خلال دراسات حالة شملت أربعاً من الشركات الرائدة في مجالات تخصصها بالمنطقة، وهي جنرال إلكتريك، ومجموعة العليان، وبيبسي كولا، وشركة تنمية نفط عمان. وقد استعرض المشاركون في الدراسات أفضل الممارسات التي تضمن مشاركة الجميع وتحقيق التنوع في مكان العمل، كما ناقشوا الاستراتيجيات التي طبقوها لجذب الكفاءات النسائية والاحتفاظ بها، وبالتالي تحقيق مستويات أعلى من الحوكمة المؤسسية.

 

وتشير نتائج الدراسات إلى أن تطبيق نهج متكامل يتضمن المدارس والجامعات، وتنظيم حملات توعية نشطة على مستويات متعددة، وإنشاء بنية تحتية وبيئة عمل داعمة، وتعزيز مشاركة الأسرة وكذلك السياسات والبرامج الخاصة بالمرأة، هي من أكثر الطرق فعالية لمواجهة تحديات عمل المرأة. وأوصت الدراسات بجملة من الاستراتيجيات التي يمكن للشركات أن تطبقها لتهيئة بيئة عمل داعمة، ويشمل ذلك تقديم نماذج من القيادات النسائية اللواتي يمكن أن تشكلن قدوة للنساء في المنطقة، وخلق فرص عمل مخصصة للمرأة، والاستثمار في تهيئة مكاتب منفصلة للنساء، وغيرها من الخدمات الأخرى المفيدة في مكان العمل، وتنظيم خدمة النقل من وإلى مكان العمل.

 

وقالت كارلا كوفيل، المدير التنفيذي لمبادرة بيرل: "شهدنا في السنوات الأخيرة تنامياً مطرداً لدور المرأة وحضورها في منطقة الخليج، حيث بدأنا نرى النساء يشغلن مناصب عليا في الحكومة والقطاع الخاص. ومع ذلك، وبالرغم من وجود العشرات من النساء ذوات المؤهلات العالية وخريجات الجامعات في المنطقة كل عام، إلا أن مشاركة المرأة على مستوى صنع القرار لا تزال متدنية. ولا شك أن القطاع الخاص له دور محوري في تغيير هذا المشهد".

 

وباعتبارها منظمة رائدة ومستقلة وغير ربحية، تبذل مبادرة بيرل مساعي مستمرة في جميع أنحاء منطقة الخليج لتحسين مستويات الشفافية والمساءلة في الشركات من خلال التشجيع على تطبيق أفضل ممارسات الحوكمة المؤسسية، بما في ذلك تعيين المرأة في مناصب قيادية.

 

قال نبيل حبايب، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا: "يمثل إطلاق مبادرة ’بيرل‘ لتقرير المسيرة المهنية للمرأة في منطقة الخليج خطوة هامة نحو التأسيس لبيئة عمل تستقطب أعداداً أكبر من النساء في المنطقة، ومنطلقاً لتوفير المزيد من فرص التمكين التي تتيح لهن المضي قدماً في حياة مهنية ناجحة ومثمرة. وانطلاقاً من مكانة ’جنرال إلكتريك‘ كشريك لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، فقد حرصنا على اتخاذ العديد من الإجراءات التي تعزز مشاركة المرأة ضمن كوادرنا".

 

وأضاف حبايب: "نحن ملتزمون بثقافة التنوع في مكان العمل، ونركز دائماً على توظيف أفضل المواهب النسائية وتزويدها بالمعارف والخبرات التي تمهد لتحقيق نجاحات مهنية ملموسة، بالإضافة إلى توفير فرص التواصل مع المعنيين من مختلف القطاعات وتقديم البرامج التدريبية البنّاءة. وقمنا خلال السنوات الماضية بتعزيز كوادرنا النسائية في المناصب العليا، وسنواصل العمل على إطلاق مبادرات استراتيجية في هذا المجال تنسجم في المضمون والأهداف مع نهجنا القائم على التشجيع والمشاركة".

 

وتكتسب مساعي مبادرة بيرل أهمية خاصة في ظل المشهد الاقتصادي السائد حالياً، ونظراً لأن التنوع يولّد الابتكار والإبداع ويضمن استدامة الأعمال. إذ يعتقد خبراء القطاع أن الشركات التي تحقق التنوع في المستويات القيادية تتمتع بعوائد مالية أفضل وربحية أعلى.

 

وكانت مبادرة بيرل قد أصدرت في أبريل 2015 تقريراً مميزاً بعنوان "المسيرة المهنية للمرأة في منطقة الخليج: جدول أعمال الرؤساء التنفيذيين"، حيث استند التقرير إلى نتائج دراسة بحثية غطت منطقة الخليج ككل وأجريت بالشراكة مع مجلس سيدات أعمال الشارقة. وكشفت الدراسة عن أن النساء العاملات في دول مجلس التعاون الخليجي يضاهين نظرائهن من الرجال في بقية أنحاء العالم من حيث الطموح والتركيز على المسيرة المهنية، وأظهرت الدراسة أن ما يزيد على 50% ممن شملهم الاستطلاع يتطلعون لشغل مناصب عليا أو على مستوى مجالس الإدارة خلال السنوات السبع القادمة.

 

بالإضافة إلى ذلك، دعت مبادرة بيرل كبار رجال الأعمال في منطقة الخليج للانضمام إلى "تعهد قطاع الأعمال" خلال منتداها الإقليمي الثاني "تطبيق الاستدامة: قطاع الأعمال وأهداف التنمية المستدامة العالمية"، والذي أقيم بالتعاون مع الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في أواخر أكتوبر 2016. " ويشكل "تعهد قطاع الأعمال" تعهداً بالتزام القطاع الخاص بالتحول نحو النمو المسؤول، ودليلاً على ذلك التحول في الوقت نفسه، ويقترح حلولاً عملية قابلة للتطبيق في أربعة مجالات، هي وضع الأهداف للنمو المستدام والمسؤول، ومكان عمل أكثر شمولاً، وتشجيع وترسيخ النزاهة، والتعاون والشراكات.

 

وتمضي دراسات الحالة قدماً لتقدم تحليلاً شاملاً لمجموعة محددة من التحديات التي تواجه شركات المنطقة على مدى فترة من الزمن، وتقدم أفكاراً بشأن التدابير الفعالة التي يمكن تطبيقها لمواجهة تلك التحديات.

 

يشار إلى أن عدد النساء العاملات لدى شركة جنرال الكتريك قد وصل إلى 100 منذ توظيف أول امرأة في العام 2009. وتحرص الشركة على استقطاب النساء ممن يتمتعن بالموهبة والكفاءة لتساعدهن على تطوير حياتهن المهنية من خلال تشجيعهن على مواجهة التحديات وجني ثمار جهودهن. ولتحقيق ذلك، هيأت الشركة بيئة عمل داعمة للنمو تجمع بين التعليم النظري، والمهام العملية، والتدريب الفردي، والتخطيط الوظيفي.

 

بدورها، نجحت مجموعة العليان في ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في توظيف النساء بالمملكة العربية السعودية، حيث تساعد الشابات الطموحات على الارتقاء في السلم الوظيفي. وقد استطاعت المجموعة أن تزيد عدد النساء اللواتي يشغلن مناصب إدارية أو تنفيذية إلى أكثر من ثلاثة أضعاف في السنوات الخمسة عشرة الماضية.

 

وفي أقل من عقد من الزمن، ارتفعت نسبة الموظفات في مكتب شركة بيبسي كولا في السعودية من 5 إلى 20 موظفة، حيث تشغل النساء أربعة من أصل 12 منصباً قيادياً في الفريق. وقد تبنت الشركة برنامجاً مخصصاً لتحقيق الاندماج والتنوع عبر أربعة مجالات تركيز رئيسية، هي تحسين التوازن بين العمل/الحياة الخاصة، ونشر ثقافة التفاهم، وخلق الفرص للنساء، والتواصل.

 

ومن خلال تطبيق برنامج متعدد الأوجه لتعزيز الاندماج والتنوع، نجحت شركة تنمية نفط عمان في رفع نسبة المشاركة النسائية لتشكل النساء ثلث فريقها الإداري – 4 من أصل 15 مديراً – في المجالات الفنية وغير الفنية. ويعمل لدى الشركة اليوم نسبة متساوية من مهندسي ومهندسات البترول المبتدئين، ويشمل ذلك أول مهندسة حفر عمانية، كما تحتضن الشركة أعداداً متوازنة من الموظفين والموظفات في الدرجتين المبتدئة والمتوسطة.

 

وتلخص مبادرة بيرل نتائج دراسات الحالة تحت عنوانين عريضين:

  • التحديات الحرجة التي تواجه الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي
  • توصيات محددة بناءً على نتائج الدراسة

 

وفي حين وجدت الدراسات أن استقطاب المواهب النسائية والاحتفاظ بها هو التحدي الأكبر، إلا أنها تقدم لأرباب العمل حلاً عملياً يتمثل في تطبيق خمسة من أفضل الممارسات:

  • خلق ثقافة مؤسسية متوازنة من خلال تمهيد الطريق للتنوع في مكان العمل وتقديم نماذج يمكن الاقتداء بها.
  • الاستثمار في بناء المسارات الوظيفية من خلال التخطيط الوظيفي المنظم والإرشاد والتواصل.
  • تحسين التوازن بين العمل/الحياة الشخصية من خلال تنفيذ سياسات عمل مرنة وتطبيق أنظمة للدعم.
  • تبني سياسات موارد بشرية تضمن المساواة، مثل الحماية من التحرش، وجعل مرافق العمل ملائمة أكثر للنساء.
  • تولي مسؤولية الدفاع عن قضية توظيف النساء في عموم المجتمع من خلال حملات التوعية، وإطلاق المبادرات، أي بشكل عام، القيام بدور السفراء لهذه القضية.

 

وتثبت نتائج دراسات الحالة، وكذلك مستوى المشاركة المستمرة في "تعهد قطاع الأعمال"، أن هناك حاجة حقيقية/واهتمام كبير بتحقيق التنوع بين الجنسين في المنطقة، وهذا يتجلى في زيادة قبول وتشجيع هذا المفهوم على كافة المستويات. من جانبها، تلتزم مبادرة بيرل، من خلال جهودها على مختلف الصعد، بتغيير عقلية مجتمع الأعمال والطلاب الإقليمي بأكمله لصالح تحقيق التنوع في مكان العمل.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة