٢٩ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٩ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الرعاية الصحية | الاثنين 27 فبراير, 2017 4:59 مساءً |
مشاركة:

الأطباء يحثون الهيئات المدرسية لفحص الطلاب ضد تشوهات العمود الفقري

في العامين الماضيين، عالج الأطباء في مستشفى ميدكير أكثر من 200 مريض، لديهم درجات متفاوتة من تشوهات العمود الفقري. ونظراً لقلة الوعي بأهمية التشخيص المبكر، ربط الخبراء هذه الحالة إلى مرحلة المراهقة. ومع الإقرار بالحاجة إلى منع وكشف ورفع مستوى الوعي حول هذه الحالة، لا يزال هناك ضعف بالمعلومات حول تشوهات العمود الفقري التي تؤثر على الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهذا بدوره قاد اختصاصيين في جراحة العمود الفقري والأعصاب إلى تنفيذ برامج مخصصة لفحص أطفال المدارس، لتسهيل التشخيص والعلاج المبكر. وتعتبر حالتي الجنف والحدب من الأنواع الأكثر شيوعاً من تشوهات العمود الفقري. ويؤدي "الجنف" إلى انحناء جانبي العمود الفقري، يحدث في أغلب الأحيان خلال مرحلة نمو الأطفال قبل وصولهم إلى سن البلوغ. أمّا الحدب فهو انحناء الظهر للخلف بشكل مقوس. وتتخذ الكثير من الانحناءات شكلاً طبيعياً، إلا أنّ مصطلح "التحدب" يشير إلى تقوّس شديد في الظهر. وفي هذا الصدد، قال الدكتور نيكاندرو فيغيريدو، أخصائي جراحة العمود الفقري والأعصاب في مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري: "لا يدرك كثير من الناس إصابتهم بالجنف أو الحدب، حتى يحدث انحناء شديد في العمود الفقري. وعادةً ما يتم اكتشاف الحالة بشكل متأخر في المنطقة، نظراً لطبيعة الملابس الفضفاضة التي يرتديها الرجال والنساء، والتي بدورها تعمل على إخفاء أي منحنى غير طبيعي في الظهر. إن التعرف على الأعراض في وقت مبكر يعدّ أمراً ضرورياً لتمكين التقييم والعلاج السليم، فضلاً عن تقليل خطر حدوث مزيد من التقدم، وعواقب غير مرغوب فيها بالنسبة للمريض. ونظراً لبدء الحالة في مرحلة المراهقة المبكرة، نعتقد أن الفحص الذي سنجريه في المدارس للكشف المبكر عن تشوهات العمود الفقري في سبيله أن يمنع مشاكل الظهر ويجنب الجيل القادم التعرض لمثل هذه الحالات على المدى الطويل. وينبغي إدراج هذا النوع من الفحوصات في برامج الصحة المدرسية السنوية للأطفال في كافة المدارس." ويهدف برنامج الكشف عن تشوهات العمود الفقري للطلاب والطالبات إلى تقديم فحص سريع، مجاني وشامل لتشوهات العمود الفقري لأطفال المدارس في دولة الإمارات. هذه الفحوصات ستشمل الفتيان والفتيات بين عمر10 إلى 14 سنة، لضمان الكشف في الوقت المناسب و إجراء تقييم أكثر تفصيلاً للحالات التي تم تشخيصها في مركز متخصص. سيوفر فريق ميدكير الخدمات إلى أكثر من 100 طالب وطالبة في مدرستين. كما سيتم تثقيف الممرضات في المدارس وأولياء الأمور حول حالات العمود الفقري التي يمكن أن تؤثر على الأطفال في مختلف الحالات. إن معدل انحناء الظهر "الجنف" (10-25 درجة) لا يسبب أي ضرر عادةً، ولكن يعدّ بقاء الحالات دون علاج لفترة طويلة من الزمن قد يؤثر على الأعضاء الداخلية، مما يسبب مشاكل كبيرة في العمود الفقري. كما لها تأثيراً سلبياً على الناحية النفسية والجمالية المريض. يرتبط تطور انحناءات الظهر بعمر الطفل وحجم التشوه. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً لحالات الجنف، شعوراً بالألم، تزيد شدّته في الفقرات القطنية (أسفل العمود الفقري) مما هو عليه في الصدر (العمود الفقري العلوي). تعدّ الوقاية من حالة الجنف الشديدة التزاماً كبيراً من الأطباء لرعاية تشوهات العمود الفقري. وقد أثبتت الدراسات أن العلاج غير الجراحي مع الاستعداد والتمارين قد تقلل من الحاجة إلى إجراء عملية جراحية. وحتى تكون هذه العلاجات فعّالة بصورة أكبر، لا بد من تطبيقها على انحناءات الظهر البسيطة قبل نضج الهيكل العظمي لدى الأطفال. من جانبه، قال الدكتور خالد مبروك فرج استشاري أول جراحة العظام و العمود الفقري: "نقوم بمراقبة الأطفال الذين يعانون من جنف خفيف بصورة حثيثة، وعادة ما يتم ذلك بالفحص بالأشعة السينية؛ بهدف معرفة ما إن كانت الانحناءات تزداد سوءاً. وفي كثير من الحالات، لا يتم اللجوء إلى التدخلات العلاجية، بل يلزم على الأطفال ارتداء دعامة لوقف الانحناءات ومنعها من التزايد. البعض الآخر قد يحتاج لعملية جراحية للحفاظ على الجنف من التفاقم وتصويب حالات الجنف الشديدة." وفي حال كان التشوه شديداً أو مستمراً بالتقدم، يتم إحالة الطفل لإجراء عملية جراحية في مرحلة مناسبة من التشوه، بحيث يكون لديه فرصة أفضل لتحقيق نجاح العلاج. وتشتمل فحوصات الكشف عن تشوهات العمود الفقري على تقنيات مختلفة بما في ذلك الفحص البصري، والفحص البدني، ومقياس الجنف، وفحوصات طبوغرافية السطح خلال الفحص السنوي للخدمات الصحية.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة