٠٢ مايو ٢٠٢٤هـ - ٢ مايو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الأحد 5 يوليو, 2015 10:25 صباحاً |
مشاركة:

ديلويت: تقلبات أسعار النفط الحالية لن تؤثر على مسار القطاع النفطي

 

كشف تقرير ديلويت الأخير حول واقع النفط والغاز خلال عام 2015 أنّه من غير المحتمل أن تؤثر التقلبات الدورية في قطاع النفط والغاز على المسار الطويل الأمد لهذا القطاع. إلّا أنه وبحسب التقرير، من المحتمل أن تزيد هذه التقلبات الحالية من سرعة بعض الاتجاهات التي كانت في طور الإكتشاف.

 

وقد جاء هذا التقرير ليسلط الضوء على 6 من القضايا الرئيسية التي تؤثر حالياً على صناعة النفط والغاز (والسوق المنبع على وجه الخصوص). وتشمل هذه القضايا التحول المتوقع في أساسيات العرض والطلب، وظهور أنماط تجارية جديدة، والنظر في دور أوبك في السوق، وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال، والتكاليف الطويلة الأمد للمشاريع المعقدة والديناميكيات المتطورة بين شركات النفط المتكاملة (شركات النفط العالمية) وشركات النفط الوطنية.

 

في هذا الإطار، علّق سلام عواوضه، الشريك المسؤول عن قطاع الطاقة والموارد في ديلويت الشرق الأوسط، قائلاً: "إنّ قطاع النفط والغاز قائم على استثمارات طويلة الأجل وقد استطاع أن يتخطى بنجاح العديد من الانخفاضات الدورية في الماضي. في ظل الإتجاهات الجديدة، على شركات هذا القطاع أن تتكيف مع كل المتغيرات كي تخرج هذه المرحلة حاملة خبرات تجارية قيمة. في الوقت عينه، جدير بنا أن نتذكر أن إشارات الأسعار المنخفضة تحفز على الابتكار وعلى تعزيز السوق عبر سلسلة القيمة. بالتالي، فإنّه من غير المحتمل أن يؤثر التراجع في أسعار النفط على استثمارات الأبحاث ومشاريع التنمية في قطاع الإبتكار، أو عمليات الدمج والإستحواذ، أوتطوير الإستراتيجيات في سوق الطاقة."

 

ويضيف عواوضه: تشهد الأسواق العالمية اليوم تغيرات جذرية في أساسيات العرض والطلب. فعلى سبيل المثال، على الرغم من أنّ منطقة الشرق الأوسط لازالت قادرة على تلبية احتياجاتها الحالية، إلّا أنّ الطلب على كل من النفط والغاز في المنطقة يشهد ازدياداً متواصل. كما أن ظهور مجموعة من الموردين الجدد أو الموردين العائدين يمكن أن يكون له تداعياته في تغيير ديناميكيات سوق الطاقة. فانتاج جنوب العراق وكردستان العراق مثلاً  قد يرتفع بشكل كبير على الرغم من الأوضاع الأمنية التي تعاني منها المنطقة حالياً."

 

ويسلط التقرير الضوء على الاتجاهات الرئيسية التالية:

 

التحول في أساسيات العرض والطلب

تعزز التقلبات القطاعية ديناميات القوى بين موردي النفط التقليديين والجدد. فعلى سبيل المثال، شهدت منطقة الشرق الأوسط تراجع في حصتها في سوق الولايات المتحدة، سواء بالنسبة للمنتجات الخام أو المكررة، وهي تكافح حالياً للسيطرة على أساسيات العمل في سوق يعج بالنفط. ولذلك، يعمل منتجي النفط في الشرق الأوسط على توجيه تدفق النفط نحو الشرق إلى آسيا، بدلا من توجيهه نحو الغرب إلى الأمريكتين، بالإضافة إلى زيادة حصتهم في السوق الاستهلاكية الأوروبية.

 

نشوء أنماط تجارية جديدة 

في ظل التطور المستمر في آليات العرض والطلب الأساسية في قطاع النفط والغاز، تظهر أيضاً أنماطاً جديدة للتجارة العالمية. ويمكن لذلك أن يهدد موقع أوبك التقليدي في الأسواق العالمية، على الرغم من أن هذه ليست النتيجة المحتملة على المدى القصير. ما هو مؤكد هو أن أوبك سوف تبحث عن مشترين جدد بعد أن وصلت سوق أمريكا الشمالية إلى درجة الإكتفاء الذاتي وباشرت بالتطلع نحو التوسع إلى سوق أوروبا الغربية.

 

أوبك : تحت الضغط

تزود أوبك السوق العالمية حاليا ما يقارب 32 ٪ من النفط الخام. ومع ذلك، فإن الحصة السوقية لأوبك ستنخفض ​​بنسبة 5 ٪ بحلول عام 2018 مع ارتفاع حصة النفط الأمريكي في السوق العالمية. وفي حين أن حصة أوبك قد تتعافى على المدى الطويل مع تحول أنماط العرض (خاصة إذا استقر إنتاج الولايات المتحدة)، إلا أنّ منظمة أوبك ستتنازل عن قوتها السوقية بحلول ذلك الوقت.

 

أسعار الغاز الطبيعي المسال : سوق المشتري

بعد أن كان سعر الغاز الطبيعي المسال نموذجاً للاستقرار، أصبح اليوم معرضاً للتقلبات. وعليه، فإلى أن تستقر الأسعار، ستنحصر تجارة الغاز الطبيعي في المناطق القريبة جغرافياً. مما يعني أنه من المرجح أن يحتفظ الغاز الطبيعي المسال الأسترالي بقدرته التنافسية من حيث توفير الإمدادات إلى سنغافورة وتايوان و اليابان وكوريا الجنوبية. على عكس ذلك، يتمتع المنتجين في أمريكا الشمالية بميزة تجارية أكثر طبيعية مع أوروبا. وهكذا، فإنّ أكثر المنتجين كفاءة لناحية التكلفة هم الأوفر حظاً في الفوز بالحصة الأكبر في السوق العالمية. هذا ما قد يعطي الولايات المتحدة (وربما كندا) ميزة تنافسية بما أنّ نقاطهم المتعادلة في مشاريع الغاز الطبيعي المسال غالباً ما تكون متدنية.

 

الاستثمار في الابتكار : تكلفة التعقيد

من المرجح أن ينخفض الإنفاق الرأسمالي في المدى القريب. ومع ذلك لا تزال هناك حاجة للمشاريع الضخمة لتلبية الطلب العالمي الطويل الأمد على الطاقة. وبالتالي، في سبيل تجنب التكلفة المرتفعة والتجاوزات الوقتية  التي عادة ما تميز هذه المشاريع، من المرجح أن تعمل الشركات على استكشاف مجموعة من الاستراتيجيات، بما في ذلك التخطيط المسبق للمشروع، والتسليم المتكامل، وإدارة المشاريع وتقنينها و إدارة المواهب. وقد تعمل الشركات أيضاً على الاستثمار في التحليلات المتقدمة لتمكين رصد وتقييم المشاريع القيمة.

 

شركات النفط الوطنية والمتكاملة : الديناميات المتغيرة

من الصعب التنبؤ حالياً بمستقبل لا تلعب فيه شركات النفط العالمية بدور محوري في التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما. مع ذلك، من المتوقع أيضاً أن تفقد هذه الشركات حصتها  لللاعبين الكبار في مجال خدمات حقول النفط وشركات النفط الوطنية  خاصة في المشاريع غير الفنية، وذلك فقط في المناطق التي لا تتطلب قوة شركات النفط العالمية التقليدية. ولمنع هذا التآكل البطيء، تحتاج شركات النفط العالمية إلى تجنب عمليات التسريح الجماعي في حين لا تزال أسعار السلع منخفضة. وفي ظل تشديد هذه الشركات على تقليص النفقات، عليها أيضاً أن تعمل على تعزيز قوة المواهب لديها لتعزيز إنتاجها بعد تعافي الأسعار وللحفاظ على قدرتها في المشهد التنافسي المتحول.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة