المال والأعمال | الأحد 12 مارس, 2017 6:01 صباحاً |

أعلنت شركة آرثر دي ليتل اليوم عن نتائج دراستها التي تتناول التوقعات المرتقبة للتدفقات المالية في السوق الإعلامية العالمية على مدار الخمس سنوات المقبلة. ويتوقع التقرير أن تشهد الأسواق مزيدًا من الإقبال على الدمج والتكامل الرأسي بين شركات الإعلام التقليدية؛ وذلك بسبب الركود في عائدات وسائل الدعاية والإعلان التقليدية وتدني إنفاق المستهلكين عليها، بينما يرتفع الإنفاق على وسائل الدعاية والإعلان على شبكة الإنترنت. وبالتالي تكمن سبل النجاح وتحقيق الأرباح في هذا القطاع مستقبلًا في المشاركة في هذا التكامل مع التنويع والتركيز على أهم القطاعات الرئيسية.

أصدرت آرثر دي لتل تقريرها "التوجه نحو التكامل والتنويع أو تعرض عملك للخسارة" والذي أعده قسم التكنولوجيا والمعلومات والإعلام والإلكترونيات (TIME) بالشركة. وقد استعراض التقرير كيفية استجابة الأسواق في جميع أنحاء العالم للتحول الرقمي في صناعة الإعلام. حيث حققت الشركات الأميركية أرباح مرتفعة ونمو في الإيرادات مقارنة بنظرائها من الشركات الأوربية؛ بفضل زيادة الاستثمار في محتوى الفيديو – مما أدى إلى سعي العديد من الشركات الأوروبية إلى التواجد بقوة على شبكة الإنترنت من أجل تعويض الانخفاض في الطلب على وسائل الإعلام والمطبوعات التقليدية، وبالنسبة لبعض هذه الشركات، تمثل الإيرادات عبر الإنترنت الآن ما يعادل 50٪ من إجمالي إيراداتها. وعلى المدى المتوسط، تتوقع آرثر دي ليتل نمو إيرادات معظم الشركات الأوروبية الكبرى نموًا كبيرًا مقارنة بالشركات الأمريكية.

لقد أصبح العالم الآن شديد الاتصال وهذا التوجه سيستمر في النمو الكبير، الأمر الذي سيدفع صناعة الإعلام نحو التحول الرقمي بشكل أسرع حيث يفضل المستخدمون الآن الوصول إلى المحتوى عبر العديد من الشاشات بدلًا عن امتلاكه. بل إن هؤلاء المستخدمين في كثير من الأحيان يعملون أيضا كمنتجين ومحررين ومجمعين للمحتوى عبر بعض المنصات الإلكترونية مثل يوتيوب، انستجرام. إن هذا النمو المتزايد في التفاعل مع وسائل الإعلام عبر الإنترنت أتاح الفرصة أمام الشركات لتحليل سلوك المستخدم وإنتاج محتوى إعلامي ودعاية أكثر استهدافًا وربحية. كما تتوقع أثر دي ليتل دخول مثل هذا الاستهداف الدقيق أيضا إلى سلسلة القيمة في سوق الإعلام التقليدي.

كما يسلط التقرير أيضا الضوء على التحديات التي تواجه الشركات التي تسعى إلى تنويع انتشارها عبر الإنترنت.  فقد قامت بعض الشركات الرئيسية الجديدة بحجز حصص كبيرة لها بالفعل في سوق الفيديو والموسيقى مثل " Netflix"، " Spotify". ويتبوأ منتجو ومالكو المحتوى أيضا مكانة قوية - حيث أصبح المحتوى المتميز أكثر تكلفة نظرًا لازدياد المنافسة، لذا أصبحوا أهداف جذابة للاستحواذ.

وقد أفاد السيد/ كليمينز شوايتجر، رئيس الأنشطة الدولية لقسم الإعلام في شركة آرثر دي ليتل، قائلًا: "مع استمرار السوق الرقمية في التوسع، أصبحت الفرصة سانحة أمام شركات الإعلام التقليدية لإعادة تعريف نفسها كمزود ومجمع وموزع لخدمات