٢٥ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٥ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الاثنين 8 أبريل, 2019 2:55 مساءً |
مشاركة:

المراكز التجارية تلاقي رؤية 2030 في تحقيق برنامج "جودة الحياة"

يواجه المصممون المعماريون تحديات كبرى عند تصميم المراكز التجارية في مواجهة متطلبات عملائهم التي تنسجم والمنظور الجديد للمراكز، ودورها المتناغم مع تطور الحياة في المجتمعات الحديثة التي فرضت اتساعا لهذا الدور إلى مستويات جديدة ترتبط بأسلوب الحياة العصرية.

ويرى مصممون معماريون أن السلوك الإنساني بات يلعب دورا كبيرا في تصميم المراكز التجارية من حيث مراعاة محددات أساسية ترتقي بخدمات المركز التجاري سواء بتعدد الخدمات أو طريقة الوصول ومساحة المواقف والاستعداد لإضافة ميزات تنافسية كالنوافير والأشجار والمدن الترفيهية والقدرة على استضافة الفعاليات.

ويرجع اهتمام المراكز التجارية ب (أنسنة) مبانيها إلى تحولها من مجرد مكان للتسوق إلى مزارات سياحية فاخرة. فبحسب الإحصاءات الرسمية من مركز المعلومات السياحية (ماس) للعام المنصرم 2018 استحوذت المراكز التجارية على 42% من حركة السياح المحليين بغرض التسوق والترفيه و56% من حركة السياح المغادرين.

وتختلف دوافع الزوار في تفضيل المراكز التجارية؛ حيث يعتبر الدكتور محمد المسعود (أحد المتسوقين) أن المركز التجاري الذي يرتاده بشكل شبه أسبوعي أصبح بمثابة ملاذ جميل للأصدقاء والعائلات، ويقول: "كوني رب عائلة أشعر بالطمأنينة التامة لوجود عائلتي في مركز تجاري تتوفر فيه الأنظمة الأمنية الشاملة، ويوفر كافة متطلبات جميع أفراد العائلة على اختلافها وتنوعها في مكان واحد".

للخبراء الاقتصاديين أسباب أخرى لتفضيل المراكز التجارية، فيقول الدكتور عبدالله المغلوث الخبير الاقتصادي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية: "تشكل رؤية المملكة 2030 نقطة تحول في صناعة وإدارة وتشغيل المراكز التجارية في المملكة بعد أن تطورت الأسواق التجارية في المملكة خلال العشرين عاماً الماضية لتصل إلى حالة من النضج، ثم إلى ظاهرة التخصص والتكامل حيث تحولت المولات إلى مدن تسوق تشمل كافة السلع التي تتطلبها الأسرة تحت سقف واحد.

وأشار د. المغلوث إلى أن التوسع الكبير الذي تشهده مدن المملكة الكبرى زاد من صناعة مراكز التسوق فيها خصوصاً الرياض، مما أثمر عن ولادة العديد من المراكز التجارية على مدى السنوات العشر الماضية تجاوزت تكلفة إنشائها أكثر من 70 مليار ريال، وأصبحت المدينة الواحدة تضم العديد من المراكز الكبيرة مما زاد من التنافس بينها؛ الأمر الذي دفع العديد من ملاّك ومديري تلك المراكز إلى الابتكار في وسائل التسويق والترويج لها، بما في ذلك استقطاب أكبر الماركات العالمية والمطاعم والمراكز الترفيهية، لجذب المزيد من الزوار.

فيما يرى الدكتور عبدالله باعشن الخبير الاقتصادي المعروف أن المراكز التجارية تعد من أكثر الجهات تفاعلاً مع التحولات الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، وخاصة مع رؤية 2030 موضحاً: "فمن ناحية تسويقية واكبت المراكز التغيرات الاقتصادية فأصبحت معها مراكز جذب أكثر منها مجرد نقاط بيع كما كان الحال قبل عقدين. مشيراً إلى أن التغيير في أسلوب التسويق جاء نتيجة طبيعية للمنافسة وانتشار المراكز. وأضاف: ساهمت البيئة الطبيعية للمملكة، ودخول البلاد لفترة طويلة من الأجواء الصيفية في جعل المراكز التجارية مكاناً تلتقي فيه الأسر. فالمراكز لم تعد مراكز بيع، بل أماكن للترفيه والتجمع، وملتقى لفعاليات مبادرات الرؤية وخاصة في مجال الترفيه فأصبحت نقاطاً لجذب المواطنين والوافدين. 

وأوضح الدكتور باعشن أنه بات ينظر حالياً للمراكز بنظرة شمولية أكبر؛ مما سيتطلب من المراكز أن تكون مخرجاتها في بيئة العمل ونوعية الخدمة على درجة تناسب متطلبات جودة الحياة والمحافظة على البيئة، كما قد نرى المراكز تساعد على ترسيخ ثقافة الرياضة سواء باحتوائها على مراكز رياضية أو حتى توسعة الممرات بداخلها لتساعد على رياضة المشي، وكذلك في تعزيز الوعي الصحي".

وأضاف، من الناحية الاقتصادية ساهمت المراكز التجارية أكثر من أي قطاع آخر في عملية التوطين كون معظم الوظائف فيها لا تتطلب خبرات عالية وتخصصات دقيقة ونادرة".

ويقول المحلل الاقتصادي محمد العنقري إن لرؤية المملكة تاثير كبير على كافة قطاعات الاقتصاد، وإن المراكز التجارية كنشاط تطوير عقاري تعد من المتأثرين الرئيسيين إيجاباً لأن هناك نشاطات عديدة أضيفت للاقتصاد في الترفيه تحديداً، حيث تعتبر المراكز التجارية أحد اللاعبين الرئيسيين في تقديم خدمات الترفيه، إذا أسست أو تمت هيكلتها من جديد لتستوعب نشاطات الترفيه.

وأشار إلى أن تأثير رؤية 2030 على تطور صناعة المراكز التجارية (المولات) في المملكة يمكن أن يسير باتجاهين أحدهما قد يكون سلبياً لمن لا يواكب متغيرات الاقتصاد بإضافة خدمات ونشاطات تسمح لمرتادي المراكز بأن تكون بالنسبة لهم حياة فيها الكثير من الخدمات؛ مثل دور السينما وغيرها من الأنشطة الجاذبة للناس، فالمراكز ستكون عنصر أساسي لجمع الكثير من الخدمات بالترفيه تحديدا تحت سقف واحد.

وعلى صعيد ذي صلة يرى خبراء محليون أن قطاع المراكز التجارية سيوفر مليون وظيفة للسعوديين بحلول عام 2020، يدعمه في ذلك قرارا توطين الوظائف، وتأنيث المحال التجارية؛ حيث أظهرت إحصاءات التأمينات الاجتماعية نهاية 2018 أن عدد الباعة السعوديين في المراكز التجارية بلغ 254 ألفاً فيما بلغ عدد السعوديات البائعات 124 ألفاً. 

وتأتي المراكز التجارية كأحد أهم الوجهات لتنفيذ الحملات التوعوية والمبادرات المجتمعية للجهات الحكومية وغير الربحية. كما تعد الوجهة المفضلة للحملات الإعلانية للشركات والبنوك؛ إذ افتتح الكثير من مراكز خدمات العملاء داخل مراكز تجارية لتحقق اتصال مباشر بالعملاء والمستهلكين. 

ومع تحقيق المراكز التجارية لكل تلك المتطلبات الرامية لتمثيل رؤية 2030 واقعاً يعاش على أرضها هل ستكون تجرتها مثالاً يحتذى لبقية القطاعات؟ ربما. 

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة