المال والأعمال | الثلاثاء 19 أبريل, 2016 12:48 مساءً |

كشف لقاء اقتصادي سعودي سوداني عن قصص نجاح كبيرة حققتها الاستثمارات السعودية الزراعية بالسودان، في ظل التطور الذي تشهده البيئة الاستثمارية هناك بعد صدور قانون الاستثمار الجديد متضمناً العديد من المزايا والحوافز، ويدعم ذلك كله التقارب الواضح في العلاقات السعودية السودانية والإرادة السياسية لتعزيز الشراكة.

 

وكان مجلس الغرف السعودية قد نظم لقاءاً أول أمس الاثنين لوالي ولاية شمال كردفان بجمهورية السودان أحمد هارون مع عدد من رجال الاعمال السعوديين بحضور سعادة المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية الرئيس الأسبق لجمهورية السودان وسفير السودان لدى المملكة عبد الحافظ إبراهيم. 

 

وفي مستهل اللقاء نوه رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبد الرحمن الزامل بالعلاقات المتميزة بين المملكة والسودان مؤكداً القرب الوجداني والجغرافي للبلدين والرغبة الاكيدة للمستثمرين السعوديين للاستثمار في السوق السوداني، ولفت لقطاع المواشي وإنتاج الأعلاف والفرص المتاحة فيه بالنسبة للمستثمرين السعوديين وقطاع المذابح والمسالخ ووجه بتشكيل فريق متخصص لتشجيع الاستثمارات السعودية في السودان من أصحاب الخبرة.

 

بدوره ثمن سعادة المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية والرئيس الأسبق لجمهورية السودان الدعم اللامحدود الذي ظلت تقدمه المملكة للسودان وأعرب عن تطلع السودان لشراكة حقيقية مع المملكة في الجانب الاقتصادي لافتاً للمقومات الاقتصادية والطبيعية الهائلة للسودان من توفر المياه والأراضي الزراعية والقوانين الاستثمارية المشجعة.

 

من جهته عرض والي ولاية شمال كردفان أحمد هارون مقومات ولايته الطبيعية من احتضانها لأضخم حوضين مائيين وثروة حيوانية كبيرة من الإبل والماعز والابقار بالإضافة لإنتاجها الكبير من الحبوب الزيتية كالفول السوداني والسمسم بجانب صناعة الصمغ العربي حيث توجد أقدم بورصة للصمغ العربي يعود تاريخها لعام 1902م، كما تناول الوالي توجهات ولايته الاستثمارية المبنية على الميزات النسبية في القطاعات المختلفة كالإنتاج الزراعي خاصة الخضار والفواكه وصناعة الزيوت ويتضمن ذلك فرص كبيرة لأنشاء معاصر للزيوت ونوه بميزات الاستثمار وتشمل قوة القطاع الخاص السوداني والقوانين المشجعة للاستثمار بالولاية وتوفير وصول المنتجات لسوق دول الجوار الافريقي بالإضافة للبنية التحتية.

 

 واستطرد" هارون" في تعداد الفرص الاستثمارية بولاية شمال كردفان والتي تشمل الإنتاج الحيواني من اللحوم والالبان وقطاع التعدين الذي وصفه بالقطاع المنظم وتنشط فيه شركات إماراتية وقطرية، وقال إن الولاية حددت مناطق مختارة للاستثمار جرى اعدادها بواسطة بيوت خبرة ودعا في ذلك المستثمرين السعوديين لانتداب لجان فنية متخصصة تقف بنفسها على الفرص الاستثمارية، وطمأنهم بشأن المنازعات التي تحدث مع الأهالي لتوصلهم لحلول توافقية تضمن للمستثمر البيئة الملائمة وللأهالي الاستفادة من خدمات المسئولية الاجتماعية التي تقدمها الشركات بالإضافة للتعويضات التي تقدمها له الدولة.

 

وشدد على اهتمام ولايته بجذب الاستثمارات السعودية النوعية التي تساعد على تطوير أدوات الإنتاج وإدخال التقنيات الحديثة لمنظومة الإنتاج في الولاية مؤكداً التزامهم بتقديم التسهيلات للمستثمرين السعوديين.

 

ولعل من أبرز قصص نجاح الشركات السعودية الزراعية التي كشف عنها اللقاء تجربة شركة " نادك" والتي بدأت باستثمار زراعة 60 ألف فدان بولاية شمال كردفان وحققت في ذلك نجاحاً مميزاً بفضل تعاون حكومة الولاية والأهالي حيث كان للشركة مساهمة في جانب المسئولية الاجتماعية بتقديم خدمات لأهالي المنطقة مثل حفر الابار وخدمات التعليم والصحة وغيرها.

 

وأبدت عدد من الشركات السعودية التي حضرت اللقاء حماسها للاستثمار في السودان سيما في القطاع الزراعي والحيواني واقترحت عدد من الفرص لتطوير التعاون والشراكة مثل الاستثمار في تصنيع الاعلاف وانشاء معاصر الزيوت والمسالخ وتطوير الخدمات المقدمة في الموانئ السودانية لتيسير حركة التجارة بين البلدين.

 

ومن المقرر أن يعقد خلال شهر أكتوبر المقبل ملتقى استثماري بولاية شمال كردفان تمت دعوة المستثمرين السعوديين للمشاركة فيه، ويتوقع أن تطرح خلاله العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية بالولاية ومناقشة قضايا المستثمرين والمعوقات التي تواجههم وتقديم الحلول بشأنها.