المال والأعمال | الأربعاء 16 ديسمبر, 2015 11:12 صباحاً |

عقد مجلس الغرف السعودية مؤخراً لقاءاً مع وفداً برلمانياً استرالياً ترأسته السيدة تريزا جامبارو رئيسة لجنة العلاقات الخارجية والدفاع والتجارة في البرلمان الأسترالي بمعية عدد من نواب البرلمان ، وذلك بحضور عدد من رجال الأعمال السعوديين ومشاركة سفير أستراليا لدى المملكة الدكتور رالف بيتر كينج حيث جرت مناقشة أوجه التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية وكيفية الدفع بالعلاقات بين البلدين قدماً في هذه المجالات.

وفي مستهل اللقاء رحب مساعد الأمين العام للشؤون الخارجية بمجلس الغرف السعودية وليد العرينان بزيارة وفد البرلمان الأسترالي للمجلس واعتبرها دليل حرص ورغبة من الجانبين على تعزيز وتوسيع نطاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مؤكدا أن اللقاء فرصة للحوار البناء لإيجاد بيئة ملائمة لنمو التعاون في مختلف القطاعات وفهم أفضل لقضايا التجارة ذات الاهتمام المشترك، مشيراُ للنمو المضطرد في العلاقات السعودية الأسترالية ولفت لضرورة البحث في آليات جديدة   لزيادة معدل التبادل التجاري بين البلدين في مختلف القطاعات سيما قطاعات الزراعة والبنية التحتية، والتعليم، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، اقتصاد المعرفة، الشركات الصغيرة والمتوسطة والطاقة والطاقة المتجددة. 

وقال " العرينان" أن استراليا تعتبر من الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة، حيث تحتل المرتبة 17 بين أكبر الدول المصدرة للمملكة، والمرتبة 41 بين أكبر الدول المستوردة من المملكة العربية السعودية في عام 2014، كما يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين للعام نفسه بنحو 2.8 مليار دولار، وهي زيادة بنحو47.3٪ مقارنة بعام 2010 ، معرباً أن تساهم أستراليا من خلال مشاريعها واستثماراتها في تحقيق توجهات المملكة نحو تنويع قاعدتها الاقتصادية، وتنفيذ البنية التحتية والمشاريع الخدمية مثل النقل والمياه والطاقة والرعاية الصحية وغيرها من المشاريع ، وأضاف أن هذه المشاريع يمكن أن تكون حافزا  للمزيد من الشراكات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين ، داعيا رجال الاعمال الاستراليين للاستفادة من الفرص والبيئة الاستثمارية الملائمة والمحفزة في المملكة.

من جهتها قالت رئيسة الوفد الأسترالي السيدة تريزا جامبارو أن زيارة الوفد للمملكة تأتي في سياق جولة تقوم بها اللجنة البرلمانية الأسترالية لدول مجلس التعاون الخليجي لمواصلة المناقشات حول اتفاقية التجارة الحرة (FTA) مع دول مجلس التعاون الخليجي (GCC) ودعم جهود الإسراع في توقيعها لما لها من أثر متوقع في تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي، ولبحث أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، مؤكدة حرص بلادها على علاقاتها مع المملكة لكونها تمثل شريكاً مهماً على مستوى المنطقة ولفتت للمجالات التي تشكل فرص للتعاون خاصة في قطاعات الهندسة والانشاءات والرعاية الصحية والتعليم والتدريب والمالية والزراعة والتي قالت أنها تشكل قطاعات واعدة للتعاون ، ونوهت بتركيبة المجتمع السعودي الشابة والتاريخ الطويل للتعاون بين البلدين في مجال التعليم العالي حيث يدرس نحو حو 16 ألف طالب وطالبة من السعوديين بجانب ذويهم في أستراليا  واعتبرت الطلاب السعوديين سفراء المملكة في استراليا.

وأثنت " جامبارو" على قطاع التعليم الجامعي في بلادها والذي يصنف كثاني أفضل تعليم عالٍ في العالم، من حيث الجودة والالتزام والصرامة بعد بريطانيا واعتبرته مجالاً واعداً للتعاون بين الجانبين، كما أمنت على ضرورة العمل على تعميق ثقافة المجتمعين السعودي والاسترالي بعضهما ببعض وعكس الصورة الإيجابية عن البلدين من خلال وسائل الاعلام المتاحة.

وتطرقت مداخلات رجال الاعمال السعوديين لموضوعات متنوعة كان أبرزها ضرورة المضي قدماً في توقيع اتفاقيات بين الجانبين للتعاون في قطاعات مهمة كالزراعة خاصة في ضوء الفرص الكبيرة التي تطرحها مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي بالخارج واهتمام المملكة بالأمن الغذائي وما تتوافر عليه استراليا من فرص استثمارية كبيرة في هذا القطاع، بجانب قطاع التعدين بالمملكة الذي يوفر فرص كبيرة للأستراليين سواء عن طريق الشراكة أو التدريب أو التصدير كما تمتلك استراليا سجلاً حافلا في هذا القطاع ، الي جانب التعاون في قطاع الغذاء والتصنيع الغذائي وبرنامج للتبادل التعليمي والطلابي ، وكذلك الاستفادة من تجربة استراليا المميزة في تحسين إدارة موارد المياه.

كما جرى اطلاع الوفد البرلماني الأسترالي بالتطورات التي تشهدها البيئة  الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وتم التأكيد على ضرورة زيادة تعريف المجتمع الأسترالي بهذه التطورات لا سيما على صعيد الثقافة السعودية ومشاركة المرأة السعودية في مختلف مناحي الحياة حيث جرى التعريف بنشاط قطاع الاعمال النسائي بالمملكة والاستثمارات النسائية ومشاركتها في قطاع التعليم وبحقوق العمالة وأوضاعها ، وتم التأكيد على ضرورة تأسيس قاعدة صلبة للتعاون مبنية على التفاهم المشترك ، كما جرى التأكيد على ضرورة الدفع ببعض القضايا للجنة المشتركة بين البلدين لتبنيها وتفعيل مجلس الاعمال السعودي الأسترالي وتكثيف تبادل الزيارات والتعريف بالفرص الاستثمارية.

اللقاء أكد على ضرورة رسم خارطة طريق واضحة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين وقاعدة صلبة للتعاون في المجالات التجارية والاستثمارية.