٢٦ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٦ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | السبت 14 نوفمبر, 2015 1:18 مساءً |
مشاركة:

معرض الشارقة الدولي للكتاب يناقش سحر الكلمة و دورها في بث الوعي

في إحدى ندواته الثقافية ناقش معرض الشارقة الدولي للكتاب سحر الكلمات ودورها في بث الوعي ونشر التنوير والمعرفة، باعتبارها المنارة الكاشفة لطرق الغد، والوسيلة التي تخطو بالإنسان نحو المستقبل، وذلك في الندوة التي أقيمت أمس الأول بملتقى الأدب تحت عنوان " الكلمة منارة الغد"، التي تحدث فيها كل من الدكتور عمر عبدالعزيز، مدير إدارة النشر والدراسات في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والكاتب والروائي البروفيسور حبيب عبد الرب سروري، وأدارها الأديب إبراهيم مبارك.

 

وقال البروفيسور حبيب عبد الرب سروري: "الحديث عن الكلمات وعن اللغة يحمل وجهين الأول هو الوجه الأسلوبي، والثاني هو المضمون، والكلمة هي طاقة للتغيير والتنوير، وأبدأ حديثي بالأسلوب، وهنا أشير إلى أن بين اللغة والتفكيرعلاقة فيزيولوجية معروفة في الدماغ ومنحوتة فسيولوجياَ يمكن تشبيها، والأسلوب الجمالي يحتاج إلى قاص ماهر، يستطيع التفكير بعمق في كل حركات الدماغ، ليحركها ويعيد صياغتها لتبقى محفورة في الذاكرة الدماغية ليجدها وقت ما رغب في إخراجها في نص".

 

وأضاف حبيب: "الأسلوب هو أقرب ما يكون إلى التصميم الهندسي الذي يحول الأفكار إلى نصوص، والرغبة واللاوعي هما اللذان يؤثران على الكتابة ويحددان شكلها، وأعتبر أن أكثر الأشياء ضرراً بالأسلوب هو التكرار، فالنص الذي يجذب القارئ ويشده هو النص الذي يتضمن أفكاراً جديدة حتى إذا كان القارئ يختلف مع  الكاتب في طرحه لهذه الأفكار، فجودة الكتابة مربوطة بالأفكار الجديدة التي يزخر بها النص".

 

وفيما يخص المضمون قال سروري: " من حيث المضمون علينا أولاً أن نشير إلى أن الكلمة هي سلاح ذو حدين فيمكن استخدامها في التنوير وبث الوعي، وبالمقابل يمكن استخدامها في تضليل الوعي من خلال الدفاع الذاتي الذي تقوم به القوى الظلامية، وللغة من حيث المضمون دور كبير في الحرب الروحية ضد هذه القوى، فهي تعمل على تفنيد دعاوي وخطاباتها التي تسعى إلى أن تجعل من أفكارها وتوجهاتها مسلمات يمنع مناقشتها وبحثها عقلياً لمعرفة صدقها من عدمه، فالكلمة طاقة مهمتها مقاومة قوى الظلام".

 

ومن جانبه قال الدكتور عمر عبد العزيز: "هناك بعدين يجب أن ننطلق منهما في حديثنا عن اللغة هما التأصيل المعرفي لمفهوم اللغة، وحقيقة إنعكاسه في الثقافة العربية، فاللغة هي ترجمة صوتية لتعابير ومشاعر إنسانية، فالإنسان في بداية رحلته في الحياة بدأ بتعلم النطق والكلام للتواصل والتخاطب مع من حوله، ومن ثم بدأ في تحويل هذا المنطوق إلى شئ مكتوب يري بالعين، وهنا نشير إلى أن هناك علاقة ارتباطية ما بين الصورة والصوت ولكن الصوت هو الأصل، فلا صوت إلا وهو تجسيد للصورة، ولا صورة إلا وهي استرجاع للصوت، فعندما نكتب نتخيل الصورة، وعندما نرى الصورة نسترجع الصوت".

 

وأضاف عبد العزيز: "واللغة العربية تتميز بأنها بيانية بامتياز فهي تنطلق من عقل ينزاح في تصوراته للوجود إلى ما وراء الطبيعة، والكلمات هي ترجمة للصوت، ففي اللغة العربية لدينا تسع حركات افتراضية وغير مرئية،  وللغة معنى واسع ويظهر هذا المعنى في لغة الإشارة التي تتجاوز المرئي والمسموع إلى فضاءات التخيل ونجدها في الشعر".

 

وأكد عبد العزيز على أن الكلمات أشبه ما تكون بالجينة الخاصة فلا نجد كتابة تشبه كتابة آخرى فهي كالبصمات تماماً، وهي تصنع شروطها وطرائقها بشكل مستقل، وأشار إلى أن اللغة متحولة بطرق لانهائية وهي التي تعطي بصمة خاصة لكل فرد، فالتحولات في اللغة أمر سياقي وضروري. وطالب مدير إدارة الدراسات والنشر بدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، في نهاية حديثه بضرورة تطوير محركات البحث الخاصة باللغة العربية وإثراء المحتوى الخاص بها على الشبكة العنكبوتية مؤكداً على أننا في حوجة ماسة إلى تطويع لغتنا العربية وتطويع قوالبها وتسييرها وتسهيلها كما حدث للغة الانجليزية.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة