١٩ أبريل ٢٠٢٤هـ - ١٩ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الرياضة | الأربعاء 26 أغسطس, 2015 10:00 صباحاً |
مشاركة:

معتز برشم البطل القطري في الوثب العالي يتطلع لتحطيم الرقم القياسي في البطولة العالمية لألعاب القوى

معتز برشم يتحدث عن أهم انجازاته واحلامه خلال جلسة تصوير مع Nike

 

مع  انطلاق البطولة العالمية لألعاب القوى، وضع البطل القطري في الوثب العالي، البالغ من العمر 24 عاماً،  نصب عينيه هدف تحقيق الرقم القياسي في الوثب العالي. بطول 188 سم ووزن 70 كلغ يستطيع برشم القفز فوق حاجز أعلى بـ1.3 مرّات من طوله. لكي يستطيع برشم تحطيم الرقم القياسي العالمي في مسابقة الوثب العالي ( 2.45 متراً) والمسجل باسم الكوبي خافيير سوتومايور، يجب أن يضيف  2 سنتميتر على 2.43 متر في القفزة التي أداها في سبتمبر في بروكسل.

ففي شهر سبتمبر الماضي، قفز برشم حتّى مسافة 2.43 متر في لقاء الدوري الألماسي في بروكسل، مسجلاً ثاني أعلى قفزة في تاريخ هذه الرياضة أمام حشد ضمّ 43 ألف متفرّج. ولو قفز أعلى بسنتمترين فقط، لكان تعادل مع حامل الرقم القياسي العالمي الكوبي خافيير سوتومايور، البالغ من العمر 22 عاماً.

وعندما نسأله عن أول ما جال في فكره بعد تلك القفزة التاريخية في بلجيكا، يقول ضاحكاً: "انتهت اللعبة".

"لقد كانت الأجواء جنونية... عندما قفز المتباري الآخر على علو 2.40 متر، ظنّ الجميع أنّني خسرت لأنّه كان عليّ أن أقفز أعلى من 2.40 من المحاولة الأولى. فظنّ الجميع أنّني خسرت. وكان المتباري الآخر يحتفل، فيما كنت أقول في قرارتي: لا تستعجل النصر، بل انتظر وسترى، فلم أخسر بعد". يقولها برشم والبسمة تضيء وجهه، ثمّ يضيف: "نظرت إلى مدرّبي ونظراته قالت لي إنّنا نستطيع الفوز. في تلك اللحظة وجّهت نظري إلى الحلبة، الجميع كان يصرخ، لكنني لم أرَ سوى هدفي أمامي، وشعرت بأنّ هذه هي اللحظة الحاسمة".

"نزلت إلى المضمار، ومن المحاولة الأولى، قفزت على ارتفاع 2.43 متر، مسجّلاً ثاني أعلى قفزة في التاريخ... فارتجّ الملعب حولي بصيحات الجمهور. كانت قفزة عالية فعلاً. لم أستطع النوم تلك الليلة، وعانيت ألماً في ظهري وفي ركبتي لأسبوع، لكنّنا نجحنا، ودخلنا التاريخ".

قد لمع نجم برشم كظاهرة مميّزة وكبطل في الشرق الأوسط والعالم العربي بفضل أفعاله التي تتحدّى الجاذبية. فبرشم يحمل لقب بطل العالم داخل الصالات في مسابقات الوثب، والرقم القياسي في آسيا، وفاز بميدالية أولمبية برونزية. وهو واحد من بين أربعة قطريين فقط نالوا ميدالية في تاريخ الألعاب الأولمبية. وهو أول بطل في الوثب العالي من منطقة الخليج يحصد الميداليات الدولية.

لقد وصل برشم اليوم إلى قمّة هذه الرياضة، إلا أنّ مشواره إلى القمّة لم يكن تقليدياً أبداً. فقد نشأ برشم في الدوحة، ونزل إلى المضمار والميدان بعد مشاهدة والده عيسى يتنافس في سباقات المشي.

ويتابع برشم خلال جلسة التصوير مع Nike التي هي جزء من حملة عالمية  تهدف إلى دعم المواهب الرياضية العربية الناشئة والتي أطلقت قبيل البطولة العالمية لألعاب القوى، بالتكلم عن أهم انجازات حياته في تاريخه الرياضي وعن أحلامه المستقبلية .

يقول برشم: "من هنا تشجّعت على خوض مجال المضمار والميدان، فكان والدي دائماً يصطحبني معه إلى الميدان ليتدرّب. وأتذكّر أنّني كنت أراه يركض ويتدرّب ويتمرّن. ومن أهمّ اللحظات التي شجّعتني رؤيته على التلفزيون بعد أن احتلّ المرتبة الأولى في البطولة الخليجية. فأخذت بالقفز فرحاً أمام الشاشة".

بدأ برشم كوالده، في مجال سباقات المشي، لكنّها لم تكفِ هذا الشاب المفعم بالحيوية. فاقترح عليه مدرّبه في نادي الريان الوثب، وتسجّل برشم بالاختصاصات الثلاثة، الوثب الطويل، والثوب الثلاثي، والوب العالي.

 ويضيف قائلاً: ""كان القفز مسلياً أكثر بكثير بالنسبة إلي، فكنّا أنا والأولاد غيري نقفز على الترامبولين، وكنت أفكّر في أنّها رياضة مسليّة. وعندما أصبحت في الرابعة عشرة من العمر، صرت متخصصاً في الوثب العالي. وأحببت هذه الرياضية جداً، مع أنّني لم أُجدها أبداً، إلا أنّها بدت لي الرياضة الملائمة لي".

ولم يكن برشم يمازح في قوله إنّه لم يكن يجيد الوثب.

فيقول: "كنت الأسوأ إلى أن بلغت السابعة عشرة من العمر. الكثير من الأشخاص في مجموعتي كانوا أفضل مني. لم أشعر يوماً بأنّني مميّز، بل أنّني مجرّد رقم. في المقابل، دائماً ما كان والدي يقول لي: تابع القيام بما تقوم به، إذا كنت مؤمناً به، وعملت جاهداً لتحقيقه صبرت،  تستطيع أن تحقّق ما تريد‘. لذلك لم أتقاعص على الرغم من كل الظروف".

كان برشم في السادسة عشرة من العمر عندما قفز على علو مترين، ويقول إنّها محطة مميّزة في حياته ساعدته على النظر إلى الأمور من ناحية مختلفة. ويتذكّر أنّه قال لنفسه حينها: "حسناً، الآن يمكنني أن أعتبر نفسي بطلاً في الوثب".

نال أول ميدالية له عام 2009، وهي الميدالية البرونزية في بطولة خليجية جرت في المملكة العربية السعودية، حيث سجّل قفزة على علو 2.14 متر. وبعد ذلك بشهرين، التقى بمدرّبه ستانسلاف زيرفا، وهو سويدي وُلد في بولندا. ويعود إلى هذا الأخير الفضل في مساعدة برشم الذي كان بالكاد يقفز حتّى مسافة 2.10 متر، على القفز بكل سهولة حتّى مسافة 2.40 متر وأعلى.

أقنع زيرفا برشم بمغادرة جامعة قطر، حيث كان يتابع دراسته في مجال إدارة الأعمال والرياضة، لكي يركّز على الرياضة حصراً. وبعد عام واحد على عملهما معاً، تحسّن رقم برشم الشخصي من 2.14 متر إلى 2.30 متر، وهي قفزة أصبح بفضلها البطل العالمي للوثب على مستوى الشباب عام 2010 في مدينة مونكتون الكندية.

ولم يتوقّف سيل الميداليات منذ تلك اللحظة. وكان أولمبياد لندن 2012 محطة مهمّة له، فذُهلت قطر والمنطقة العربية برمّتها بهذا الرياضي ذي الشخصية الفذة، إذ حلّ ثالثاً على الرغم من معاناته كسراً إجهادياً في الظهر. فغدا برشم نجماً في قطر بعد أن أهدى دولته ثاني ميدالية أولمبية لها في ألعاب القوى.

ويقول برشم:"لحظة ترجّلي من الطائرة بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، انذهلت برؤية الحشد الكبير بانتظاري في المطار، وكأنّ البلد كله ينتظرني. فقد جاء الجميع وكأنّهم عائلة واحدة، وأثّر فيّ ذلك تأثيراً شديداً .نرى اليوم في الدوحة الكثير من العائلات على حلبات الركض، مع أولادهم، ويلتقطون الصور هناك... يسرّني رؤية إقبال المزيد من الناس على ممارسة الرياضة".

يودّ برشم أن يترك سمعة وتاريخاً طيبيين وراءه عند انتهاء مسيرته، لكنّ الوقت لا يزال باكراً جداً لكي يتخيّل كيف سيكون ذلك التاريخ. فهو يُدرك أنّ العالم ينتظر منه أن يكسر رقم سوتومايور القياسي، لكنه لا يريد أن يصبح هذا الهدف شغله الشاغل.

 وينهي برشم قائلاً:"لا أريد أن أصبّ تركيزي على الرقم القياسي، فإذا فعلت ذلك، كيف لي أن أتقدّم؟ سوف أفقد أي حافز للمضي إلى الأمام. أريد أن أركّز على الوصول إلى أعلى ارتفاع ممكن، ربّما 2.50 متر، وهكذا أحقّق رقماً قياسياً عالمياً. أو أن أشعر بالرضا بعد أن أتقاعد. أريد أن أتمكن من القول إنّني حقّقت كل إمكانياتي وأعطيت كل ما لدي. لا أريد أن أتقاعد وأندم بأنّني لم أعطِ المزيد. لذلك لا أعرض أي من الميداليات أو الكؤوس التي فزت بها،  بل أحتفظ بها جانباً ولا أخرجها إلا في جلسات التصوير أو ما شابه. لاحقاً عند انتهاء مسيرتي، بإمكاني النظر إلى الوراء ورؤية الإنجازات التي حقّقتها".

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة