المال والأعمال | الثلاثاء 30 يناير, 2018 12:44 مساءً |

شركة عبد الرحيم للاستشارات المعمارية (أراكو)، وهي شركة استشارات هندسية رائدة في مجال التصميم وإدارة المشاريع في الإمارات، اشارت الى أن تصاميم البناء الحديثة والمعاصرة هي الأنسب للمناخ الحار والجاف الموجود في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي. فالتوجه الى التصميم الحديث والمعاصر يعود إلى بساطته التي تكون بالتالي أسهل وأبسط للصيانة بالمقارنة مع أنماط التصميم الكلاسيكي أو القديم.

 

بالإضافة إلى ذلك، فان في تصميم المباني الحديثة والمعاصرة يتم تقليل المساحات بدون ظل، كما يتضمن تصميم الجدران الشرقية والغربية نوافذ صغيرة مظللة جيدا. وعلاوة على ذلك، فإن تواجد الفناء أو الحديقة مع البرك أو غيرها من المسطحات المائية يساعد على تبريد الهواء على مستوى منخفض مما يتسبب بالتهوية للمكان والتبريد الطبيعي. ان تصميم أماكن ذات مناظر طبيعية داخل المباني او خارجها هو اتجاه بدأ المصممون باتباعه لما يوفره من تقنيات تبريد وتهوية طبيعية، وقد ازداد استخدام هذه التصميمات مؤخرا لسهولة دمجها مع التكنولوجيات الحديثة والذكية.

 

إن المناخ الحار والجاف المنتشر في معظم دول مجلس التعاون الخليجي قد يضر بظروف المعيشة والعمل المريحة إذا لم يضعها المعماريون وعمال البناء والمالكون والمقيمون وإدارة المرافق عاملا مهما في التخطيط. خاصة بالنسبة لمشاريع البناء النشطة في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تقدر قيمتها ب 2.6 تريليون دولار أمريكي، وفقا لشركة شركاء الأبحاث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ام ار بي)، فإنه من الآمن اخذ المناخ بعين الاعتبار عند تصميم المباني في المدن الحديثة في جميع أنحاء دول الخليج.

 

ومن أجل بناء مبنى آمن وقوي يناسب المناخ العام، هناك العديد من العوامل الهامة. وأحد هذه العوامل الهامة بالنسبة لجميع أنواع المباني هو العزل، ومن اهم الأمور المتعلقة بالعزل هو استخدام مواد ذات جودة عالية جدا وقابليتها للتطبيق في الإمارات. وعلاوة على ذلك، فمن الافضل أن يغطي العزل المبنى بأكمله بدءا بالمواد ذات القيمة الحرارية العالية المستخدمة على الأسطح، إلى الخرسانة ذات الوزن الخفيف عالية العزل في البناء، كما يفضل استخدام الألوان الفاتحة لأسطح الجدران الخارجية والداخلية. بعض المواد الشائعة المستخدمة في البناء في الإمارات تشمل الصوف المعدني والخرسانة المسلحة الزجاجية، الألياف الزجاجية، الخرسانة خفيفة الوزن، ونظام العزل الحراري الجديد للأسطح.

 

ومع ذلك، كما هو الحال مع المناخات في جميع أنحاء العالم، يجب أن يأخذ التخطيط في الاعتبار أيضا الظروف الجوية غير المتوقعة أو غير المألوفة مثل المطر في الإمارات. فعند التخطيط للمطر، يجب أن يكون لسقوف المباني نظام صرف متكامل، إضافة الى الحرص على الصيانة الدورية.

 

كما هو الحال مع أي قطاع، تعتبر مواكبة الاتجاهات الحديثة في كل من التصميم والبناء والناشئة عن التحديات، أمر حيوي لنجاح المبنى وللعاملين في القطاع والمستثمرين ايضا. وثمة اتجاه جديد ومثير للاهتمام بشكل خاص وهو استخدام الأشكال العضوية للتصميم والهندسة المعمارية الخضراء في جميع أنحاء المبنى. المهندس سائد استيتية، رئيس قسم التصميم في شركة اراكو، علق على هذا الموضوع بالقول "تعتبر المشاريع الحالية تلبي حاليا الاحتياجات والرغبات المتخيلة للجيل القادم، مثل الأبراج ذات الطوابق الدوارة أو الحدائق العمودية".

 

المهندس هاني الحصري رئيس القسم المعماري في شركة اراكو، قال بالمقابل "في الوقت الذي تنطوي فيه التحديات على بناء اكثر كفاءة بالنسبة لمقاومة الحرارة والامطار، الا اننا نسعى الى تحسين نتائج الأعمال للعملاء، وعمليات الشراء داخل القطاع، ونمذجة المباني الافتراضية، حيث تعتبر كلها تحديات في خلق مدن أفضل".

 

إن قطاع البناء يزدهر في مختلف أنحاء دول الخليج بفضل خطط الحكومات الإقليمية مثل رؤية الإمارات 2021 ورؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030، حيث حقق القطاع زيادة بنسبة 30٪ في الأداء العام خلال 2017 وفقا لـ(ام ار بي). ومن المؤكد أن قطاع البناء والتشييد في الإمارات يعتبر من المساهمين البارزين في صناعة البناء الإقليمية والعالمية، حيث أن المشاريع الرائدة مثل برج خليفة هي بلا شك خططا بيئية ومناخية ساهمت في تحقيق هذا النجاح.